للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حصين، وقرأ بالروايات، واشتغل بالفقه، وأعاد بالمستنصرية. وكان فيه ديانة وزهد وخير، وله شعر مدح به النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.

توفي ببغداد ودفن بمقبرة الإمام أحمد.

وفيها شمس الدّين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي التّتريّ [١] لأن التتار أسروه.

وقال الحسيني: لأن الفرنج أسروه سنة قازان.

سمع من سليمان بن حمزة، وتفقه في مذهب الإمام أحمد، وله مشايخ كثيرة. وحدّث، وسمع منه الحسيني، والمقرئ ابن رجب وذكراه في «معجميهما» وكان فاضلا، متعبدا، حسن الأخلاق والملتقى.

توفي بالصّالحية يوم الخميس ثاني جمادى الآخرة ودفن عند جدّه الشيخ أبي عمر.

وفيها القاضي جمال الدّين أبو حفص عمر بن إدريس الأنباري ثم البغدادي الحنبلي [٢] الشهيد الإمام الفاضل. قرأ على البابصري وغيره، وتفقه حتّى مهر في المذهب ونصره، وأقام السّنّة، وقمع البدعة ببغداد، وأزال المنكرات. وكان إماما في التّرسل والنّظم، وله نظم في مسائل الفرائض، وارتفع حتّى لم يكن في المذهب أجمل منه في زمانه، فغضب عليه جماعة من الرافضة، فظفروا به، فعاقبوه مدة، فصبر إلى أن توفي [٣] شهيدا، وتأسف عليه أهل بغداد،


[١] انظر «البداية والنهاية» (١٤/ ٣٠٧) و «ذيل العبر» لابن العراقي (١/ ١٦٢) و «لحظ الألحاظ» ص (١٤٥) و «الدّرر الكامنة» (٢/ ٣٣٦) و «القلائد الجوهرية» (٢/ ٣٠٨) و «المقصد الأرشد» (٢/ ٩٩) .
[٢] انظر «ذيل طبقات الحنابلة» (٢/ ٤٤٦) و «الدّرر الكامنة» (٣/ ١٥٤) و «المقصد الأرشد» (٢/ ٢٩٤- ٢٩٦) .
[٣] في «ط» : «إلى أن مات» .

<<  <  ج: ص:  >  >>