للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حضرت على جدّها كثيرا، وعلى عبد الرحمن بن الزّين وغيرهما، وحدّثت، وانتشر عنها حديث كثير، وسمع منها الحافظان العراقي والهيثمي، والمقرئ ابن رجب وذكرها في «معجمه» .

قال ابن رافع [١] : طال عمرها، وانتفع بها.

توفيت بدمشق ليلة الأربعاء مستهل جمادى الأولى ودفنت بسفح قاسيون، وتقدم ذكر ولدها شمس الدّين محمد.

وفيها قاضي القضاة عزّ الدّين أبو عمر عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الكناني الحموي الأصل الدمشقي المولد المصري الشافعي [٢] .

ولد بدمشق في المحرّم سنة أربع وتسعين وستمائة، ونشأ في طلب العلم، وسمع الكثير، وشيوخه سماعا وإجازة يزيدون على ألف وثلاثمائة. قاله ابن قاضي شهبة.

وتفقه على والده والوجيزي وغيرهما، وأخذ الأصلين عن الباجي، والنحو عن أبي حيّان، وولي قضاء الدّيار المصرية مدة طويلة، وجعل النّاصر إليه تعيين قضاة الشام.

وحدّث، وأفتى، وصنّف، وكان كثير الحجّ والمجاورة. وكان مع نائبه القاضي تاج الدّين المناوي كالمحجور عليه، له الاسم والمناويّ هو القائم بأعباء المنصب. فلما مات عجز القاضي عزّ الدّين عن القيام به فاستعفى، وكان يعاب بالإمساك ولم يحفظ عنه في دينه ما يشينه.


[١] تحرفت في «آ» و «ط» إلى «ابن قانع» والنقل عند ابن رافع في «الوفيات» .
[٢] انظر «المعجم المختص» (١٤٧- ١٤٨) و «النجوم الزاهرة» (١١/ ٨٩) و «طبقات الشافعية الكبرى» (١٠/ ٧٩- ٨١) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (١/ ٣٨٨- ٣٩٠) و «العقد الثمين» (٥/ ٤٥٧- ٤٦٠) و «الوفيات» لابن رافع (٢/ ٣٠٥- ٣٠٧) و «ذيل العبر» لابن العراقي (١/ ٢٠٠) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٣/ ١٣٥) و «الدّرر الكامنة» (٢/ ٣٧٨- ٣٨٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>