للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الحافظ السّخاوي [١] : قد أفردت تراجم أهله في ست مجلدات.

وفيها غزا اللّنك بلاد الهند، واستولى على دلّي [٢] ، وسبى منها خلقا كثيرا، ولما رجع إلى سمرقند بيع السّبي [٣] الهندي [٣] برخص عظيم لكثرته.

وفيها توفي العلّامة برهان الدّين أبو محمد إبراهيم بن موسى بن أيوب الأبناسي [٤]- بفتح الهمزة، وسكون الموحدة بعدها نون، وفي آخره سين، نسبة إلى أبناس قرية صغيرة بالوجه البحري-.

ولد على ما نقل من خطّه بأبناس سنة خمس وعشرين وسبعمائة تقريبا [٥] .

وقدم القاهرة وله بضع وعشرون سنة، وسمع بها وبدمشق من جماعة. وخرّج له الحافظ ولي الدّين بن العراقي «مشيخة» وتخرّج في فقه الشافعية على الشيخين جمال الدّين الإسنائي، وولي الدّين المنفلوطي، وغيرهما. وتخرّج في الحديث بمغلطاي.

قال المؤرخ ناصر الدّين بن الفرات: كان شيخ الدّيار المصرية، مربيا للطلبة، وله مصنفات في الحديث، والفقه، والأصول، والعربية، وحجّ وجاور مرات.

وقال الحافظ ابن حجر: مهر في الفقه، والأصول، والعربية، وشغل فيها، وبنى زاوية بالمقس ظاهر القاهرة، وأقام بها يحسن إلى الطلبة ويجمعهم على التفقه ويرتب لهم ما يأكلون [٦] ، ويسعى لهم في الرزق، خصوصا الواردين من النّواحي، فصار أكثر الطلبة بالقاهرة تلامذته، وتخرّج به خلق كثير، وكان حسن التعليم، لين الجانب، متواضعا، بشوشا، متعبدا، متقشفا، مطّرح التكلّف، وقد عيّن للقضاء فتوارى، وذكر أنه فتح المصحف فخرج: قال رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ١٢: ٣٣


[١] قلت: قاله في الورقة (٤٨/ ١) من كتابه «الذيل التام على دول الإسلام» ويقصد بذلك كتابه «الضوء اللامع» .
[٢] وتعرف الآن: ب- «دلهي» وهي عاصمة دولة الهند الآن كما كانت في السابق.
[٣، ٣] ما بين الرقمين سقط من «آ» .
[٤] ترجمته في «الضوء اللامع» و «إنباء الغمر» (٤/ ١٤٤- ١٤٧) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٤/ ١- ٤) وقد ذكره المؤلف فيمن مات سنة (٨٠٢ هـ) . انظر ص (٢٧) .
[٥] وجاء في «الضوء اللامع» ما نصه: «وقال مرة حين سئل عنه: لا أدري يعني تحقيقا» .
[٦] كذا في «آ» و «إنباء الغمر» وفي «ط» : «ما يأكلونه» .

<<  <  ج: ص:  >  >>