للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى هذه المدة عشر مرار، يتعاقب هو والقفصي وغيره، وولي أيضا قضاء حلب.

وتوفي في جمادى الأولى من جراحات جرحها لما حضر وقعة اللّنكية.

وفيها برهان الدّين وتقي الدّين أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن مفلح بن مفرّج الرّاميني الأصل ثم الدمشقي الحنبلي [١] الحافظ، شيخ الحنابلة ورئيسهم، وقاضي قضاتهم.

ولد سنة تسع وأربعين وسبعمائة، وحفظ كتاب عديدة، وأخذ عن جماعة، منهم: والده، وجدّه قاضي القضاة جمال الدّين المرداوي، وقرأ على البهاء السّبكي، واشتغل وأشغل، وأفتى ودرّس، وناظر وصنّف، وشاع اسمه، واشتهر ذكره، وبعد صيته، ودرّس بدار الحديث الأشرفية بالصّالحية والصاحبة [٢] وغيرهما، وأخذ عنه جماعات، منهم: ابن حجر العسقلاني.

ومن تصانيفه كتاب «فضل الصّلاة على النّبيّ صلى الله عليه وسلم» وكتاب «الملائكة» وشرح «المقنع» و «مختصر ابن الحاجب» و «طبقات أصحاب الإمام أحمد» وتلف غالبها في فتنة تيمور، وناب في الحكم لابن المنجّى وغيره، وانتهت إليه مشيخة الحنابلة، وكان له ميعاد في الجامع الأموي بمحراب الحنابلة، بكرة نهار السبت يسرد فيه نحو مجلد ويحضر مجلسه الفقهاء من كل مذهب، ثم ولي القضاء بدمشق. ولما وقعت فتنة التتار كان ممن تأخر بدمشق، ثم خرج إلى تيمور ومعه جماعة، ووقع بينه وبين عبد الجبّار المعتزلي إمام تيمور مناظرات وإلزامات بحضرة تمرلنك، فأعجبه ومال إليه، فتكلم معه في الصّلح فأجاب إلى ذلك، ثم غدر، فتألم صاحب الترجمة إلى أن توفي في يوم الثلاثاء سابع عشري شعبان ودفن عند رجل والده بالروضة.

وفيها عزّ الدّين أبو جعفر أحمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن علي بن


[١] ترجمته في «إنباء الغمر» (٤/ ٢٤٧) و «الضوء اللامع» (١/ ١٦٧) و «المقصد الأرشد» (١/ ٢٣٦) و «الدليل الشافي» (١/ ٢٧) و «الدارس في تاريخ المدارس» (٢/ ٤٧ و ٨٥) و «الدّر المنضد في أسماء كتب مذهب الامام أحمد» ص (٩٠- ٩١) .
[٢] في «ط» : «والصاحبية» .

<<  <  ج: ص:  >  >>