للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبرع في الفقه، والأصول، والعربية، وغير ذلك، وتفقه به جماعة، وصحب الأمير شيخ الصّفوي، ثم اختصّ عند الملك الظّاهر برقوق، وعظم في الدولة بذلك.

قال المقريزي: وكان يتّهم بأنه هو الذي رخّص للسلطان في شرب النّبيذ على قاعدة مذهبه، فأفضى ذلك إلى أن تعاطى ما أجمع على تحريمه، وقد شافهته بذلك فلم ينكره منّي، فلما كانت أيام الناصر فرج بعثه رسولا إلى تيمور بعد أن عيّنت أنا، فمات بحلب في شهر ربيع الأول وقد قارب الخمسين أو بلغها، وكان من أذكياء الناس وفضلائهم. انتهى.

وفيه تاج الدّين تاج بن محمود الأصفهندي العجمي الشّافعي [١] ، نزيل حلب.

قدم من بلاد العجم حاجّا، ثم رجع فسكن في حلب بالمدرسة الرّواحية، وأقرأ بها النحو، ثم أقبلت عليه الطلبة فلم يكن يتفرغ لغير [٢] الاشتغال، بل يقرئ من بعد صلاة الصبح إلى الظهر بالجامع، ومن الظهر إلى العصر بجامع منكلي بغا، ويجلس من العصر إلى المغرب بالرّواحية، وكان عفيفا، ولم يكن له حظّ ولا يطلع إلى [٣] أمر من أمور الدنيا، وأسر مع اللّنكية فاستنقذه الشيخ إبراهيم صاحب شماخي وأحضره إلى بلده مكرّما، فاستمر عنده إلى أن مات في ربيع الأول، وأخذ عنه غالب أهل حلب وانتفعوا به، وشرح «المحرر» في الفقه.

وتوفي عن ثمان وسبعين سنة.

وفيها تمر وقيل تيمور- كلاهما يجوز- ابن ايتمش قنلغ بن زنكي بن سيبا بن طارم طر بن طغربك بن قليج بن سنقور بن كنجك بن طغر سبوقا الطاغية تيمور كوركان ومعناه باللغة العجمية صهر الملوك [٤] .


[١] ترجمته في «إنباء الغمر» (٥/ ٢٢٩) و «الضوء اللامع» (٣/ ٢٥) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٤/ ٢٣) و «بغية الوعاة» (١/ ٤٧٨) .
[٢] في «ط» : «بغير» .
[٣] في «ط» : «على» .
[٤] ترجمته في «إنباء الغمر» (٥/ ٢٣١) و «الضوء اللامع» (٤/ ٤٦) و «النجوم الزاهرة» (١٢/ ٢٥٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>