للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها غياث الدّين أحمد بن أويس بن الشيخ حسن بن حسين بن أقبغا ابن أيلكان [١] سلطان بغداد، وتبريز، وغيرهما، من بلاد العراق.

قال في «المنهل الصّافي» : ملك بعد موت أخيه الشيخ حسين بن أويس سنة أربع وثمانين وسبعمائة، وكان سلطانا فاتكا له سطوة على الرّعية، مقداما، شجاعا، مهابا، سفّاكا للدماء، وعنده جور وظلم على أمرائه وجنده، وكانت له مشاركة في عدة علوم ومعرفة تامّة بعلم النّجامة، ويد في معرفة الموسيقا، وفي تأديته يجيد ذلك إلى الغاية، منهمكا في اللّذات التي تهواها الأنفس [٢] مسرفا على نفسه جدا.

وكان الأستاذ عبد القادر من جملة ندمائه.

وكان يقول الشعر باللغات الثلاث: الأعجمية، والتركية، والعربية.

ومن شعره:

حماك ما قربت حماك لعلّة ... فلا تروم وتشتهي ما أشتهي

لو لم تكن مشغوفة بك في الهوى ... ما عانقتك وقبّلت فاك الشّهي

واستمر ببلاد العراق إلى سنة خمس وتسعين، فخرج من بغداد فارّا من تيمور، فأرسل اللّنك ابنه في أثره، فأدركه بالحلّة، فتواقعا، وانتصر ابن تيمور ونهب ابن أويس، وسبيت حريمه، ونجا هو في طائفة وهم عراة، وقصد حلب لائذا بجناب الملك الظّاهر برقوق سلطان مصر، فأكرمه نائب حلب غاية الإكرام بأمر برقوق، ثم برز المرسوم السلطاني بطلبه إلى القاهرة، فتوجه إليها [٢] ، فأكرمه برقوق غاية الإكرام، وأنعم عليه أجل الإنعام، وأعطاه تقليد نيابة السلطنة ببغداد، فأهوى ابن أويس لتقبيل الأرض فلم يمكّنه الظّاهر من ذلك إجلالا له، ثم سار إلى بغداد فدخلها بعد ذهاب التتار منها بعد وفاة تيمور، واستمرّ بها حاكما على عادته،


[١] ترجمته في «إنباء الغمر» (٦/ ٢٣٨- ٢٤٢) و «الضوء اللامع» (١/ ٢٤٤) و «الدليل الشافي» (١/ ٤١) .
[٢، ٢] ما بين الرقمين سقط من «ط» وانفردت به «آ» فقط.

<<  <  ج: ص:  >  >>