للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتوفي في ربيع الأول، وكانت وفاة أبيه سنة خمس وثمانين وسبعمائة.

وفيها برهان الدّين أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن بهادر بن أحمد الشّافعي الغزّي القرشي النّوفلي، الشهير بابن زقّاعة [١]- بضم الزاي، وفتح القاف المشدّدة، وألف، وعين مهملة، وهاء-.

قال في «المنهل» : كان إماما بارعا مفنّنا في علوم كثيرة لا سيما معرفة الأعشاب، والرياضة، وعلم التصوف.

مولده سنة أربع وعشرين وسبعمائة على الصحيح.

قال المقريزي: عانى صناعة [٢] الخياطة، وأخذ القراءات عن الشيخ شمس الدّين الحكري، والفقه عن بدر الدّين القونوي، والتّصوف عن الشيخ عمر حفيد الشيخ عبد القادر، وسمع الحديث من نور الدّين على الفويّ، وقال الشعر، ونظر في النّجوم وعلم الحرف، وبرع في معرفة الأعشاب، وساح في الأرض، وتجرّد وتزهّد فاشتهر ببلاد غزّة، وعرف بالصّلاح. انتهى اختصارا.

قلت: بالجملة كانت رئاسته في علوم كثيرة، وله حظّ وافر [٣] عند ملوك مصر، ونال من الحرمة والوجاهة ما لم ينله غيره من أبناء جنسه، فإنه كان يجلس فوق قضاة القضاة.

ومن شعره اللّطيف:

ومن عجبي أن النّسيم إذا سرى ... سحيرا بعرف البان والرّند والآس

يعيد على سمعي حديث أحبّتي ... فيخطر لي أن الأحبّة جلّاسي

ومنه أيضا:

ووردي خدّ نرجسيّ لواحظ ... مشايخ علم السّحر عن لحظه رووا

وواوات صدغيه حكين عقاربا ... من المسك فوق الجلّنار قد التووا


[١] ترجمته في «إنباء الغمر» (٧/ ١١٩) و «الضوء اللامع» (١/ ١٣٠) و «الدليل الشافي» (١/ ٢٨) .
[٢] في «آ» : «صنعة» .
[٣] في «آ» : «وله حظ زائد» .

<<  <  ج: ص:  >  >>