للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كافة على فقده، ولم يعش أبوه بعده إلا ستة أشهر تزيد أياما كدأب [١] من قتل أباه أو ابنه على الملك قبله عادة مستقرّة وطريقة مستقرأة. انتهى.

وفيها زين الدّين أبو المحاسن تغري برمش بن يوسف بن عبد الله التركماني [٢] الحنفي.

قدم القاهرة شابا، وقرأ على الجلال التّباني [٣] وغيره، وتفقه بجماعة من أعيان العلماء، وكان كثير الاستحضار لفروع مذهبه، ويحفظ بعض مختصرات.

قال في «المنهل» : وكان يميل إلى الصّوفية، مع أنه [كان] يبالغ في ذمّ ابن عربي وأتباعه [٤] ، وأحرق كتبه. وأرسله المؤيد شيخ [٥] إلى الحجاز وعلى يديه مراسيم تتضمن النظر في أحوال مكة المشرّفة، وجاور بها، وأخذ بالأمر فيها بالمعروف والنّهي عن المنكر، ومنع المؤذنين من المدائح النّبوية فوق المنابر ليلا، ومنع المدّاحين من الإنشاد في المسجد الحرام [٦] ومنع الصّغار من الخطابة في ليالي رمضان، ومن الوقيد في الليالي المعروفة بالحرم [٦] ، وجرى له مع أهل مكة أمور بسبب ذلك يطول شرحها، ثم عاد إلى القاهرة، وكان يميل إلى دين وخير. انتهى.

وقال ابن حجر: كان يكثر الحطّ على ابن العربي وغيره من متصوفي الفلاسفة، وبالغ في ذلك، وصار يحرق ما يقدر عليه من كتب ابن العربي، وربط مرّة كتاب «الفصوص» في ذنب كلب، وصارت له بذلك سوق نافقة عند جمع كثير، وقام عليه جماعة من أضداده فما بالي بهم.

وقال المقريزي ذاما له: رضي من دينه وأمانته بالحطّ على ابن العربي، مع


[١] في «ط» : «لدأب» .
[٢] ترجمته في «إنباء الغمر» (٧/ ٣٩٤) و «الضوء اللامع» (٣/ ٣١) و «المنهل الصافي» (٤/ ٥٦- ٥٧) و «الدليل الشافي» (١/ ٢١٨) ووفاته فيه (٨٢٠) .
[٣] في «آ» : «التبياني» .
[٤] لفظة «وأتباعه» لم ترد في «المنهل الصافي» المطبوع فلتستدرك.
[٥] في «المنهل الصافي» : «الملك المؤيد» .
[٦، ٦] ما بين الرقمين سقط من «ط» .

<<  <  ج: ص:  >  >>