للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على الفتوى تورعا، وولي بأخرة مشيخة الفخرية بين السورين، وكان الطلبة يصححون عليه تصانيف العراقي نقلا وفهما، وكانوا يراجعون العراقي في ذلك فلا يزال يصلح في تصانيفه ما ينقلونه له عنه، ولم يخلّف بعده من يقارنه، وكان فقيرا جدا، مع قلّة وظائف.

وتوفي يوم السبت رابع عشر رجب، رحمه الله تعالى.

وفيها برها الدّين أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عيسى بن عمر بن زياد العجلوني الدمشقي الشافعي، الشهير بابن خطيب عذراء [١] .

ولد سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة بعجلون، وحفظ «المنهاج» في صغره، واشتغل على مشايخ عصره، ودأب في الفقه خصوصا «الروضة» وتصدّر للاشغال مدة طويلة، وولي قضاء صفد في أيام الظّاهر برقوق سنة ثلاث وثمانمائة، وقدم دمشق سنة ست وثمانمائة، وولي نيابة الحكم، وأقام على ذلك سنين، ثم تنزه عن ذلك كلّه وأكب على الأشغال، وصار يفتي ويدرّس، إلى أن حصل له فالج فلزم منه الفراش من غير أن يتكلم إلى أن توفي سابع عشري المحرم.

وفيها صدر الدّين أبو بكر بن تقي الدّين إبراهيم بن محمد بن مفلح المقدسي الأصل ثم الدمشقي الحنبلي [٢] .

ولد سنة ثمانين وسبعمائة، وتفقه قليلا، واستنابه أبوه وهو صغير، واستنكر الناس منه ذلك، ثم ناب لابن عبادة، وشرع في عمل المواعيد بجامع الأرموي، وشاع اسمه، وراجع بين العوام، وكان على ذهنه كثير من التفسير، والأحاديث، والحكايات، مع حضور شديد في الفقه، وولي القضاء استقلالا في شوال سنة سبع عشرة فباشر خمسة أشهر ثم عزل وتوفي في جمادى الآخرة. قاله ابن حجر.


[١] ترجمته في «طبقات ابن قاضي شهبة» (٤/ ٩٣) و «إنباء الغمر» (٧/ ٤٧١) و «الضوء اللامع» (١/ ١٥٦) .
[٢] ترجمته في «إنباء الغمر» (٧/ ٤٧٣) و «الضوء اللامع» (١١/ ١٣) ، و «السحب الوابلة» ص (١٢٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>