للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه أنه شيخ الإسلام، وخرج مرسوم السلطان إلى أن كل أحد لا يعترض على مذهب غيره، ومن أظهر شيئا مجمعا عليه سمع منه، وسكن الأمر. انتهى.

وفيها توفي الشيخ شهاب الدّين أحمد بن إسماعيل الإبشيطي [١] .

قال ابن حجر: تفقه قليلا، ولزم قريبه الشيخ صدر الدّين الإبشيطي، وأدّب جماعة من أولاد الأكابر، ولهج بالسيرة النبوية، فكتب منها كثيرا، إلى أن شرع في جمع كتاب حافل في ذلك، وكتب منه نحوا من ثلاثين سفرا تحتوي على «سيرة ابن إسحاق» وما وضع عليها من كلام السّهيلي وغيره، وعلى ما احتوت عليه «المغازي» للواقدي، وضم إلى ذلك ما في السيرة للعماد بن كثير، وغير ذلك، وعنى بضبط الألفاظ الواقعة فيها، ومات في سلخ شوال، وقد جاوز السبعين.

انتهى.

وفيها شهاب الدّين أحمد بن أبي بكر بن علي، المعروف ببوّاب الكاملية الحنبلي [٢] .

قال العليميّ في «طبقاته» : الشيخ الإمام العالم القدوة، عنى بالحديث كثيرا، وسمع، وكان يتغالى في حبّ الشيخ تقي الدّين [٣] ، ويأخذ بأقواله وأفعاله، وكتب بخطّه «تاريخ ابن كثير» وزاد فيه أشياء حسنة، وكان يؤم في مسجد ناصر الدّين تجاه المدرسة التي أنشأها [٤] نور الدّين الشهيد، وكان قليل الاجتماع بالناس وعنده عبادة وتقشف وتقلل من الدّنيا. وكان شافعيا ثم انتقل إلى عند جماعة الحنابلة وأخذ بمذهبهم.

وتوفي يوم السبت تاسع عشر صفر وقد قارب الثمانين ودفن بسفح قاسيون.


[١] ترجمته في «إنباء الغمر» (٨/ ٢٦١) و «الضوء اللامع» (١/ ٢٤٤) .
[٢] ترجمته في «المقصد الأرشد» (١/ ٨١) و «المنهج الأحمد» الورقة (٤٨٥) من القسم غير المنشور منه، و «السحب الوابلة» ص (٥٣) .
[٣] يعني ابن تيمية رحمه الله تعالى.
[٤] في «المقصد الأرشد» ، و «المنهج الأحمد» : «الذي أنشأه» .

<<  <  ج: ص:  >  >>