للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القراآت، وأعرب «الألفية» و «شرح الملحة» وعمل «طبقات الشافعية» ونظم من علوم القرآن ستين نوعا.

ومن نظمه في المواضع التي لا يجب فيها ردّ السلام:

ردّ السّلام واجب إلّا على ... من في صلاة أو بأكل شغلا

أو شرب او قراءة أو أدعية ... أو ذكر او خطبة أو تلبية

أو في قضاء حاجة الإنسان ... أو في إمامة أو الأذان

أو سلّم الطّفل أو السّكران ... أو شابّة يخشى بها افتتان

أو فاسق أو ناعس أو نائم ... أو حالة الجماع أو محاكم

أو كان في الحمّام أو مجنونا ... هي اثنتان بعدها عشرونا

قال المناوي في «طبقات الأولياء» : وله كرامات لا تكاد تحصى، منها أنه شفع عند طوغان كاشف الرّملة فلم يقبل شفاعته. وقال: طولتم علينا يا ابن رسلان، إن كان له سرّ فليرم هذه النّخلة لنخلة بقربه فما تم كلامه إلّا وهبّت ريح عاصفة فألقتها فبادر الشيخ معتذرا، ومنها أنه لما أتمّ كتاب «الزّبد» أتى به إلى البحر وثقّله بحجر، وألقاه في قعره، وقال: اللهم إن كان خالصا لك فأظهره وإلا فأذهبه، فصعد من قعر البحر حتّى صار على وجه الماء ولم يذهب منه حرف [١] .

ومنها أنه سمع عند إنزاله القبر يقول: رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ ٢٣: ٢٩ [المؤمنون: ٢٩] .

وكان صائما قائما، قلّما يضطجع بالليل.

وتوفي بالقدس يوم الاثنين لثمان بقين من شهر رمضان عن إحدى وسبعين سنة، وارتجت الدّنيا لموته، ولم يخلّف بعده بتلك الدّيار مثله.

وفيها شهاب الدّين أبو العبّاس أحمد بن صالح المحلّي الشافعي [٢] .


[١] أقول: في هذا الكلام مبالغات. (ع) .
[٢] ترجمته في «الضوء اللامع» (٢/ ١٣٨) و «الدليل الشافي» (١/ ٥٠) و «المنهل الصافي» (١/ ٣١٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>