للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قرأ «الفروع» على ابن مغلي، وله عليه «حاشية» لطيفة. وقرأ «تجريد العناية» على مؤلّفه القاضي علاء الدّين بن اللحّام، والأصول له أيضا. وأخذ عن عمّه القاضي شمس الدّين، وعلماء دمشق. وكان من أكابر الفضلاء.

وتوفي في هذه السنة عن أكثر من مائة سنة.

وفيها أبو الحسن علي بن سودون البشبغاوي القاهري الحنفي [١] الإمام العلّامة.

أخذ عن علماء عصره، وتفنّن في العلوم، وكان مملقا فأخذ في رواج أمره بالمجون، ويقال: إنه أول من أحدث خيال الظلّ، وألف كتابا حافلا صدّره «نظم فائق في مديح المصطفى صلى الله عليه وسلم» وغيره وعجزه خرافات، ويقال: إن والده كان قاضيا بمصر، وأنه سمع بأن ولده تعاطى التمسخر مع الأراذل تحت قلعة دمشق، فأتى إلى الشام، ووقف على حلقة فيها ولده يتعاطى ذلك فلما رأى والده أنشد:

قد كان يرجو والدي ... بأن أكن قاضي البلد

ما تمّ إلّا ما يريد ... فليعتبر من له ولد

وبالجملة فقد كان من أعاجيب الزمان.

وتوفي بدمشق في رجب عن ثمان وخمسين سنة.

وفيها السيد يحيى بن السيد بهاء الدّين الشّرواني الحنفي الصوفي الخلوتي [٢] .

قال في «الشقائق» : ولد بمدينة شماخي، وهي أمّ مدائن ولاية شروان، وكان أبوه من أهل الثروة، وكان هو صاحب جمال وكمال، يلعب بالصّولجان، فبينا هو يلعب فيه إذ مرّ عليه الشيخ بيرزاده [ابن الشيخ الحاج عزّ الدّين] الخلوتي، فلما رأى أدبه وجماله دعا له بالفوز بطريق الصّوفية [فرأى السيد يحيى في تلك الليلة واقعة تغيّرت بها أحواله] ، فالتجأ المترجم إلى خدمة الشيخ صدر الدّين الخلوتي،


[١] ترجمته في «الضوء اللامع» (٥/ ٢٢٩) .
[٢] ترجمته في «الشقائق النعمانية» ص (١٦٤- ١٦٥) وما بين الحاصرتين مستدرك منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>