للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السيوطي في «بغية الوعاة» : هو شيخنا الإمام العلّامة المفسّر المحدّث الأصولي المتكلّم النّحوي البياني، إمام النّحاة في زمانه، وشيخ العلماء في أوانه. شهد بنشر علومه العاكف والبادي، وارتوى من بحار علومه [١] الظمآن والصّادي.

وأما التفسير، فهو بحر [٢] المحيط كشّاف دقائقه بلفظه الوجيز الفائق على الوسيط والبسيط.

وأما الحديث، فالرحلة في الرواية والدّراية إليه، والمعوّل في حلّ مشكلاته وفتح مقفلاته عليه.

وأما الفقه، فلو رآه النّعمان لأنعم به عينا، أو رام أحد مناظرته لأنشد:

وألفى قولها كذبا ومينا

[٣] وأما الكلام، فلو رآه الأشعريّ لقرّبه وقرّ به، وعلم، أنه نصير الدّين ببراهينه وحججه المهذّبة المرتّبة.

وأما الأصول: فالبرهان لا يقوم عنده بحجّة، وصاحب المنهاج لا يهتدي معه إلى محجّة.

وأما النحو: فلو أدركه الخليل لاتّخذه خليلا، أو يونس لآنس به وشفى منه غليلا.

وأما المعاني: فالمصباح لا يظهر له نور عند هذا الصباح، وما [ذا] يفعل المفتاح، مع من ألقت إليه المقاليد أبطال الكفاح؟

إلى غير ذلك من علوم معدودة، وفضائل مأثورة مشهودة:


[١] في «بغية الوعاة» : «من بحار فهومه» .
[٢] في «آ» و «ط» : «فبحره» وما أثبته من «بغية الوعاة» مصدر المؤلّف وهو أصح.
[٣] قال الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم رحمه الله في تعليقه على «بغية الوعاة» : عجز بيت لعدي بن زيد، وهو من شواهد «الإيضاح» للقزويني ص (١٧٨) وصدره:
وقدّدت الأديم لراهشيه..............

<<  <  ج: ص:  >  >>