للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سنة أربع وسبعين وثمانمائة]

فيها توفي جمال الدّين أبو المحاسن يوسف بن الأمير الكبير سيف الدّين تغري بردي [١] الحنفي [٢] الإمام العلّامة.

ولد بالقاهرة سنة اثنتي عشرة [٣] وثمانمائة، وربّاه زوج أخته قاضي القضاة ناصر الدّين بن العديم الحنفي إلى أن مات، فتزوج بأخته جلال الدّين البلقيني الشافعي، فتولى تربيته، وحفظ القرآن العزيز، ولما كبر اشتغل بفقه الحنفية، وحفظ «القدوري» وتفقه بشمس الدّين محمد الرّومي، وبالعيني وغيرهما، وأخذ النحو عن التّقي الشّمنّي ولازمه كثيرا، وتفقه به أيضا، وأخذ التصريف عن الشيخ علاء الدّين الرّومي وغيره، وقرأ «المقامات الحريرية» على قوام الدّين الحنفي، وأخذ عنه العربية أيضا، وقطعة جيدة من علم الهيئة، وأخذ البديع والأدبيات عن الشّهاب بن عربشاه الحنفي وغيره، وحضر على ابن حجر العسقلاني، وانتفع به، وأخذ عن أبي السّعادات ابن ظهيرة، وابن العليف، وغيرهما، ثم حبّب إليه علم التاريخ، فلازم مؤرخي عصره، مثل العيني، والمقريزي، واجتهد في ذلك إلى


[١] قال الأستاذ العلّامة خير الدّين الزركلي رحمه الله في تعليقه على ترجمة المترجم من «الأعلام» (٨/ ٢٢٢) تغري بردي: تترية، بمعنى «عطاء الله» أو «الله أعطى» كان يكتبها الأتراك «تكري ويردي» ويلفظون الكاف نونا، والواو أقرب إلى ال بحركة بين الفتح والكسر.
[٢] ترجمته في «الضوء اللامع» (١٠/ ٣٠٥) و «الذيل التام على دول الإسلام» (٢/ ١٤٣) و «البدر الطالع» (٢/ ٣٥١) و «دائرة المعارف الإسلامية» (١/ ٣٩٦) و «بدائع الزهور» (٣/ ٤٥) و «إنباء الهصر» ص (١٧٥) و «الأعلام» (٨/ ٢٢٢- ٢٢٣) .
[٣] في معظم المصادر: «ولد سنة ثلاث عشرة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>