للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سنة ثمان وسبعين وثمانمائة]

فيها توفي إبراهيم بن عبد ربّه الصّوفي [١] .

قال المناوي في «طبقاته» : زاهد مشهور بالصّلاح، معدود من ذوي الفلاح.

أخذ عن الشيخ محمد الغمري، والشيخ مدين، وغيرهما. وكان مقيما في خلوة بجامع الزاهد، وللناس فيه اعتقادا، وربما لقّن الذكر، وسلك، بل كان من أرباب الأحوال، دخل مرّة بيت الشيخ مدين في مولده، فأكل الطعام المولد كله، وأكل مرّة لحم بقرة كاملة، ثم طوي بعدها سنة.

ومن كراماته ما حكاه الشيخ أمين الدّين إمام جامع الغمري أنه قال له: بعدك نسأل في مهماتنا من؟ قال: من بينه وبين أخيه ذراع من تراب فاسألني أجيبك، فمرضت بنته، فالتمسوا لها بطيخة فما وجدت، فجاء إلى قبره وقال: الوعد، ثم رجع بعد العشاء فوجد في سلّم بيته بطيخة لم يعلم من أين جاءت [٢] . ومناقبه كثيرة.

وتوفي في صفر ودفن بباب جامع الزاهد.

وفيها بدر الدّين حسن بن أحمد [بن حسن بن أحمد] بن عبد الهادي، المشهور بابن المبرد [٣] الحنبلي، الإمام العالم القاضي.


[١] كتاب «طبقات الأولياء» للمناوي، مخطوط لم يطبع بعد وغير متوفر بين أيدينا.
[٢] هذه إحدى المبالغات والشطحات الكثيرات التي يتداولها المتصفون بالصوفية وما لها من دليل أو رصيد، فمن أين لميت أن يتصرف من قبره أيا كانت منزلته، ورسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل ولد آدم وأعظمهم منزلة عنده في الدنيا والآخرة انتهت صلته الجسمية والتصرفية فيما يتصل بعالم الأحياء بموته صلى الله عليه وسلم، والله نسأل أن يلهمنا الاعتقاد السليم والتطبيق السّليم لدينه دون زيادة أو نقصان.
[٣] ترجمته في «الضوء اللامع» (٣/ ٩٢) وما بين الحاصرتين زيادة منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>