للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدنيا وتبعه، وكان أتباعه على قلب واحد في طاعته والانقياد التام [١] إليه، وكلّهم على طهر دائما، وكان طريقه مداومة الذكر القلبي لا اللساني، وإدامة الطهارة، ولبس المسوح من وبر الإبل، وملازمة كل إنسان حرفته. وكانت جماعته على أقسام، فالعلماء والطلبة يشغلهم بالكتابة، ومن دونهم كلّ بحرفته ما بين غزل، ونسج، وخياطة، وتجليد كتب، وغيرها.

وكان دائم النصيحة والتسليك، موصلا إلى الله تعالى من أراده. وله كرامات منها أن السيد علي بن عفيف الشّيرازي عارضه وأنكر عليه، فأصابه خرّاج في جنبه. فمات فورا.

وتوفي صاحب الترجمة ببيت المقدس. انتهى.

وفيها داود بن بدر الحسني الصّوفي [٢] .

قال المناوي: كان من الأولياء المشهورين، وأكابر العارفين.

نشأ بشرافات قرية بقرب بيت المقدس [٣] ، وله كرامات، منها أن القرية التي كان بها أهلها كلهم نصارى ليس فيهم مسلم إلّا الشيخ وأهل بيته، وكانت حرفة أهل القرية عصر العنب وبيعه، فشق ذلك عليه، فتوجه بسببهم، فصار كل شيء عملوه خلّا وماء، وعجزوا، فارتحلوا منها، ولم يبق فيها إلا الشيخ وجماعته، فشق على مقطعها، فاستأجرها منه، وبنى بها زاوية لفقرائه.

ومنها أنه لما عقد القبة التي على القبر الذي أعدّه ليدفن فيه أتي طائر فأشار إليها فسقطت، فأمر الشيخ بإعادتها، ففعل كذلك، فأمر ببنائها ثالثا، وحضر الشيخ، فلما انتهت أتى الطائر ليفعل فعله، فأشار إليه الشيخ فسقط ميتا، فنظروا إليه فإذا هو رجل عليه أبّهة وشعر رأسه مسدول طويل، فغسّله وكفّنه، وصلى عليه


[١] لفظة «التام» سقطت من «آ» .
[٢] لم أعثر على ترجمته فيما بين يدي من المصادر باستثناء «جامع كرامات الأولياء» (٢/ ٧) وقد ذكر بأن وفاته كانت سنة (٧٠١) نقلا عن «الأنس الجليل» .
[٣] وقال في «معجم بلدان فلسطين» ص (٤٦٧) : شرفات: قرية تطل على مدينة القدس من بعد نحو خمسة أكيال.

<<  <  ج: ص:  >  >>