للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النموس ويربونهم، فسموا بالنموسية، وضرب قايتباي رقاب بعضهم لما شطحوا ونطقوا بما يخالف الشريعة. انتهى كلام المناوي.

وفيها قاضي القضاة شهاب الدّين أحمد بن عبد الكريم بن محمد بن عبادة السّعدي الأنصاري الدمشقي الصالحي الحنبلي [١] .

كان صدرا رئيسا من رؤساء دمشق، وهو من بيت علم رئاسة، وتقدم ذكر أسلافه.

ولي قضاء دمشق عن البرهان بن مفلح، ولم تطل مدته، ثم عزل فلم يلتفت إلى المنصب بعد ذلك، واستمر في منزله بالصالحية معظّما. وكان عنده سخاء وحسن لقاء وإكرام لمن يرد عليه.

وتوفي بمكّة المشرّفة يوم الخميس ثالث شعبان ودفن بالمعلاة.

وفيها القاضي شهاب الدّين أحمد بن أبي بكر بن قدامة المقدسي الأصل الدمشقي الصالحي الحنبلي، المشهور بابن زريق [٢] تقدم ذكر أسلافه. وكان من أهل الفضل، إماما، عالما بارعا في الفرائض، أذن له الشيخ تقي الدّين بن قندس بالتدريس والإفتاء.

وتوفي في ثامن ذي الحجّة بدمشق.

وفيها المولى سنان الدّين يوسف بن خضر بك بن جلال الدّين الحنفي [٣] .

قال في «الشقائق» : كان فاضلا، كثير الاطلاع على العلوم عقلياتها وشرعياتها، وكان ذكيا للغاية، يتوقّد ذكاء وفطنة، وكان لحدة ذهنه وقوة فطنته، غلب على طبعه إيراد الشكوك والشّبهات، وقلما يلتفت إلى تحقيق المسائل، حتى إن والده لامه على ذلك، وقال له يوما وهو يأكل معه لحما: بلغ بك الشك إلى مرتبة يمكن أن تشك في أن هذا الظرف من نحاس. قال: يمكن ذلك لأن للحواس


[١] ترجمته في «الضوء اللامع» (١/ ٣٥٣) و «السحب الوابلة» ص (٧١) .
[٢] ترجمته في «الضوء اللامع» (١/ ٢٥٥) و «السحب الوابلة» ص (٥٢) .
[٣] ترجمته في «الفوائد البهية» ص (٢٢٨) و «الشقائق النعمانية» ص (١٠٦) و «الأعلام» (٨/ ٢٢٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>