للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على المنبر، ولا يسمعه أحد إلّا ويحصل له حال، وتاب على يديه جماعة، وأسلم كافر.

وكان عابدا، زاهدا، ورعا، متضرعا، يستوي عنده الغني والفقير، يغسل أثوابه بنفسه، مع ماله من ضعف المزاج، ويقول: إن مبنى الطريقة على رعاية الأحكام الشرعية، رحمه الله تعالى.

وفيها عزّ الدّين عبد العزيز بن ناصر الدّين محمد الجرباوي البغدادي [١] ، نزيل دمشق، الشيخ الصالح.

كان من أولياء الله تعالى، وسمع على محدّثي بغداد، وقطن دمشق، وبها مات ليلة الخميس خامس عشري جمادى الأولى.

وفيها زين الدّين عبد القادر بن محمد بن منصور بن جماعة الصّفدي ثم الدمشقي الشافعي الفرضي الحيسوب، المعروف في صفد بابن المصري [٢] ، وفي دمشق ببوّاب الشاميّة البرّانية لأنه نزلها حين دخل دمشق، وكان بوابها سنين، ثم سكن السميساطية.

ولد بصفد سنة أربع وثلاثين وثمانمائة، وأخذ عن الشّمس بن حامد الصّفدي، والشمس البلاطنسي، والبدر بن قاضي شهبة، وزين الدّين خطاب، والنّجم بن قاضي عجلون، والشمس الشّرواني وغيرهم، وكان له يد طولى في الحساب والفرائض، وقلم الغبار [بحيث] لم يكن له نظير بدمشق، وكان نحيف البدن، ضعيف البصر، شرس الأخلاق، انتفع به جماعة. ولما توفي شيخه ابن حامد أخذ عنه نظر المدرسة الصّارمية داخل باب الجابية وتدريسها، وسكن بها، وانقطع عن الناس، وبها توفي سادس عشر ذي الحجّة، ودفن بباب الفراديس.

وفيها علاء الدّين علي بن يوسف بن أحمد الرّومي [٣] الحنفي، سبط المولى شمس الدّين الفناري.

رحل في صباه إلى بلاد العجم، فدخل هراة، وقرأ على علمائها، ثم


[١] ترجمته في «متعة الأذهان» (ق ٥١) و «الكواكب السائرة» (١/ ٢٣٨) وفيه «الحرناوي» .
[٢] ترجمته في «متعة الأذهان» (ق ٥٣) و «الكواكب السائرة» (١/ ٢٤٠- ٢٤١) والاستدراك عنه.
[٣] ترجمته في «الشقائق النعمانية» (١١١- ١١٤) ، و «الكواكب السائرة» ١/ ٢٧٨- ٢٧٩

<<  <  ج: ص:  >  >>