للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بويع بالسلطنة قبل [١] موت أبيه بيوم واحد وهو في سنّ البلوغ، فأقام ستة أشهر، ويومين ثم خلع.

وتولى الملك الأشرف قانصوه مملوك قايتباي، فأقام نحو أحد عشر يوما، وتحرّك عليه العسكر، فهرب إلى غزّة، ثم فقد في وقعة خان يونس، ولم يعرف موته ولا حياته، ثم عاد الملك الناصر بعد ثبوت رشده، فأقام سنة وستة أشهر ونصف شهر، ثم شرع في اللهو، واللعب، والشعبذة، ومخالطة الأوباش، وارتكاب الفواحش، وأمور لا يليق ذكرها، فقتل شرّ قتلة قبل غروب شمس يوم الأربعاء خامس عشري ربيع الأول.

قال القطبي في «تاريخ مكة» : يحكى عنه أمور قبيحة، منها: أنه كان إذا سمع بامرأة حسناء هجم عليها وقطع دائر فرجها ونظمه في خيط أعده لنظم فروج النساء.

ومنها أن والدته- وكانت من أعقل النساء وأجملهن هيئة- هيّأت له جارية جميلة جدا، وجمعتها به في بيت مزيّن أعدّته لهما، فدخل بها وقفل الباب على نفسه وعليها وربطها وشرع بسلخ جلدها عنها كالجلادين وهي حيّة، فلما سمعوا صوت بكائها أرادوا الهجوم عليه فما أمكنهم لأنه قفل الباب من داخل، فاستمر كذلك إلى أن سلخها وحشا جلدها بالثياب، وخرج يظهر لهم أستاذيته في السّلخ، وأن الجلّادين يعجزون عن كماله في صنعه. انتهى وفيها المولى لطف الله، الشهير بمولانا لطفي التّوقاني [٢] الرّومي الحنفي [٣] العالم الفاضل.

قال في «الكواكب» : تخرّج بالمولى سنان، وقرأ على القوشجي [٤] العلوم الرياضية بإشارة المولى سنان. ولما كان المولى سنان وزيرا عند السلطان


[١] في «ط» : «بعد» .
[٢] في «آ» : «الناقاتي» وفي «ط» : «التوقاني» وما هنا عن مصدريه.
[٣] ترجمته في «الشقائق النعمانية» (١٦٩- ١٧١) و «الكواكب السائرة» (١/ ٣٠١) و «الضوء اللامع» (٩/ ٢٥٣) .
[٤] في «ط» : «القوشنجي» وهو تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>