للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولي قضاء قضاة الشافعية بدمشق، ثم جمع له بينه وبين قضاء مصر، يوم الخميس رابع ربيع الأول سنة عشر وتسعمائة، وأبيح له أن يستنيب في قضاء دمشق من يختار، فعين ولده القاضي ولي الدّين، واستمرت عليه هاتان الوظيفتان إلى أن مات.

وكان له شعر متوسط، منه قصيدته التي مدح بها سلطان مصر الأشرف قانصوه الغوري التي مطلعها [١] :

لك الملك بالفتح المبين مخلّد ... لأنّك بالنصر العزيز مؤيّد

وأنت العزيز الظاهر الكامل الذي ... هو الأشرف الغوريّ وهو المسدّد

تملّكته والسيف كاللّحظ هاجع ... بأجفانه والرمح هاد ممدّد

وهي طويلة [٢] . فلما وقف عليها السلطان الغوري ابتهج بها، وقرأها بنفسه على من حضر، وكافأه عنها بقصيدة من نظمه وجهّزها إليه مطلعها [٣] :

أجاد لنا القاضي ابن فرفور أحمد ... مديحا به أثني عليه وأحمد

ومنها:

وقاضي قضاة الشّام جاء يزورنا ... ويثبت دعوى حبّنا ويؤكد

وهي طويلة [٤] أيضا، وأقرب إلى الحسن من الأولى ومدح المترجم علاء الدّين بن مليك وغيره.

وتوفي بالقاهرة في سابع جمادى الآخرة.

قال الحمصي: شرع في وضوء صلاة الصبح فتوفي، وهو يتوضأ، وكان مستسقيا، وحمل تابوته الأمراء وكانت جنازته حافلة ودفن بالقرافة بالقرب من الإمام الشافعي رضي الله عنه.


[١] الأبيات في «الكواكب السائرة» (١٤١) .
[٢] وتقع في (٤٧) بيتا أوردها النجم الغزّي في «كواكبه» (١/ ١٤٢- ١٤٣) .
[٣] البيتان في «الكواكب السائرة» (١/ ١٤٣) .
[٤] وقد بلغت (٣٣) بيتا في «الكواكب السائرة» (١/ ١٤٣- ١٤٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>