للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها شهاب الدّين أحمد الحسامي [١] القاهري الشافعي الإمام العلّامة المحقّق المجد الصّوفي.

كان بارّا بأمّه، قائما بمصالحها، صابرا، متواضعا، يخدم نفسه ويشتري حوائجه من السوق ويحملها بنفسه، ولا يمكّن أحدا يحملها عنه، وكان يتعمم بالقطن من غير قصارة وثيابه قصيرة اقتداءا بالسّلف، وكان ملازما للطهارة، لا يكاد يدخل عليه وقت وهو محدث، وكان كثير الصّمت، قليل الكلام، تجلس معه اليوم واليومين فلا تسمع منه كلمة لغو، كثير الصّيام والقيام، يقوم النصف الثاني من الليل كل ليلة، وكان يتورع عن صدقات النّاس ولا يقبل هدية من أحد، وأخذ التصوف عن الشيخ علي المرصفي، وكان يذهب إلى مجلسه كل يوم جمعة، وكان العلماء مع ذلك يرجعون إليه في المعقولات ويعدلونه في العربية بابن مالك، وابن هشام.

وتوفي بالقاهرة يوم الثلاثاء خامس عشر ربيع الثاني.

وفيها- تقريبا- المولى إدريس بن حسام الدّين [البدليسي] العجمي [٢] ثم الرّومي الحنفي العالم الفاضل.

قال في «الشقائق» : كان موقّعا لديوان أمراء العجم، ولما حدثت فتنة ابن أردويل ارتحل إلى الرّوم فأكرمه السلطان أبو يزيد غاية الإكرام، وعيّن له مشاهرة ومسانهة، وعاش في كنف حمايته عيشة راضية، وأمره أن ينشئ «تواريخ آل عثمان» بالفارسية فصنّفها، وكان عديم النّظير فاقد القرين بحيث أنسى الأقدمين ولم يبلغ إنشاءه أحد من المتأخرين، وله قصائد بالعربية والفارسية تفوت الحصر، وله رسائل عجيبة في مطالب متفرقة.

وبالجملة كان من نوادر الدهر ومفردات العصر. انتهى وفيها بدر الدّين حسن بن إبراهيم بن أحمد بن خليل بن أحمد بن


[١] ترجمته في «الكواكب السائرة» (١/ ١٥٣) .
[٢] ترجمته في «الشقائق النعمانية» ص (١٩٠- ١٩١) و «الكواكب السائرة» (١/ ١٥٩- ١٦٠) وما بين الحاصرتين مستدرك منهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>