للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يترددون إليه فيشفع [١] لهم، ويقضي حوائجهم، ويقرّبهم ويضيفهم، وكان ذا شيبة نيّرة، وكان إذا أراد أن يتكلم بكشف يطرق رأسه إلى الأرض ثم يرفعه وعيناه كالجمرتين يلهث كصاحب الحمل الثقيل، ثم يتكلم بالمغيّبات.

وكان في بدايته ذا رياضة ومجاهدة.

وتوفي بصفد.

قال ابن طولون: صلّي عليه غائبة بجامع دمشق يوم الجمعة ثامن عشري ذي القعدة سنة ست وعشرين وتسعمائة. انتهى.

وفيها شهاب الدّين أحمد بن الحسين بن محمد بن الحسين بن عيسى بن محمد بن أحمد بن مسلم الشّهاب بن البدر [٢] المكّي، ويعرف كأبيه بابن العليف- بضم العين المهملة تصغير علف- الشافعي [٣] .

قال في «النور» : ولد بمكة سنة إحدى وخمسين وثمانمائة، ونشأ بها، وحفظ القرآن و «الألفية النحوية» و «الأربعين النووية» والكثير من «المنهاج» .

وسمع بمكة على التّقي بن فهد، وولده النّجم، والزين عبد الرحمن الأسيوطي، وأبي الفضل المرجاني، ولازم النّور الفاكهي في دروسه الفقهية والنحوية، وبالقاهرة، من الجوجري وغيره، ودخل القاهرة مرارا.

قال السخاوي: وكنت ممن أخذ عنه بها وبالحرمين، وتكسّب بالنساخة، مع عقل وتودد، وحسن عشرة، وتميّز، ومع ذلك فلم يسلم ممن يعاديه، بل كاد أن يفارق المدينة لذلك. قال: وأغلب إقامته الآن بطيبة على خير، وانجماع، وتقلّل، ونعم الرجل. انتهى.


[١] كذا في «ط» ونسختي «المنتخب» لابن شقدة و «جامع كرامات الأولياء» : «فيشفع» وفي «آ» :
«فيسع» .
[٢] في «النور السافر» : «ابن المبذر» .
[٣] ترجمته في «الضوء اللامع» (١/ ٢٩٠) ، و «التحفة اللطيفة» (١/ ١٧٦- ١٧٨) و «النور السافر» ص (١٢٦- ١٣٠) و «البدر الطالع» (١/ ٥٤- ٥٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>