للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان إماما، عالما، علّامة، فقيها، حسن الاستنباط، قوي الذهن، شريف النفس، وكان والده يعظّمه ويثني عليه، وحجّ مرارا، واجتمع في حجّته الأخيرة بسيدي محمد بن عراق، فصحبه ولازمه، وتسلّك على يديه، وكان سخيا، كثير الصدقة وفعل المعروف، محبّا للصالحين والفقراء، حسن العقيدة، ولم يزل على ذلك حتّى استشهد في معركة الكفّار لما دخل الإفرنج الشحر، وقتلوا وأسروا ونهبوا، وذلك بعد فجر يوم الجمعة عاشر ربيع الثاني، ودفن عند والده.

وله من التصانيف: «نكت على روض ابن المقري» [في مجلدين] [١] و «نكت على الإرشاد» و «مشكاة الأنوار» .

قال مؤلّفه: عليك بالأوراد التي علقتها في كراريس سمّيتها «مشكاة الأنوار» فإني ضمنتها والله الاسم الأعظم الذي هو إكسير الأولياء.

وله وصية مختصرة.

ومن كلامه من كان همّه المعالف فاتته المعارف. انتهى وفيها شهاب الدّين أحمد البحيري المصري المالكي [٢] العلّامة المفنّن، السالك، الشاعر المعمّر.

حفظ القرآن العظيم، وسلك في شبوبيته على الشيخ العالم أبي العبّاس الشّربيني، وأخذ عن الشيخ مدين، واشتغل في العلم، وأمعن في العربية ولا سيما التصريف، وألّف فيه شرحا جيدا على «المراح» وأخذ الفقه عن الشيخ يحيى العلمي، وكتب بخطّه كثيرا.

وله نظم جيد وألغار، وكان قانعا، متقللا، وتزوج وهو شاب ثم تجرّد.

وتوفي في خامس شوال.

وفيها إدريس بن عبد الله [٣] .


[١] ما بين الرقمين سقط من «آ» .
[٢] ترجمته في «الكواكب السائرة» (١/ ١٥٥) .
[٣] ترجمته في «الكواكب السائرة» (١/ ١٦٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>