للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انكشاف رأسك، ونشأ ولده المذكور في حجره بعفّة وصيانة، ورحل في طلب العلم إلى مدينة بروسا، فقرأ على الشيخ سنان الدّين، ثم اتصل بخدمة المولى حسن السّاموني، ثم رغب في خدمة المولى خواجه زاده، ثم ولي التدريس حتّى صار مدرّسا بمدرسة السلطان بايزيد كل يوم بمائة عثماني على وجه التقاعد، ولما جلس السلطان سليم على سرير الملك اشترى له دارا في جوار أبي أيوب الأنصاري [١] والآن هي وقف وقفها السيد إبراهيم على من يكون مدرّسا بمدرسة أبي أيوب، وكان مجرّدا لم يتزوج في عمره بعد أن أبرم عليه والده في التزوج، وكان منقطعا عن الناس للعلم والعبادة، زاهدا، ورعا، يستوي عنده الذهب والمدر، ذا عفّة، ونزاهة، وحسن سمت، وأدب، واجتهاد، ما رؤي إلا جاثيا على ركبتيه، ولم يضطجع أبدا مع كبر سنّه.

وكان طويل القامة، كبير اللحية، حسن الشيبة، يتلألأ وجه نورا، متواضعا، خاشعا، يرحم الصغير ويجلّ الكبير، ويكثر الصدقة. وكفّ في آخر عمره ثم عولج فأبصر ببعض بصره.

وتوفي في هذه السنة ودفن عند جامع أبي أيوب الأنصاري، رحمه الله تعالى.

وفيها المولى جلال الدّين الرّومي الحنفي الفاضل [٢] خدم المولى محمد بن الحاج حسن، ثم صار مدرّسا بمدرسة المولى المذكور بالقسطنطينية، ثم صار قاضيا بعدة من البلاد، ثم تقاعد بخمسة وثلاثين عثمانيا، وصرف جميع أوقاته في العلم والعبادة.

وكان محقّقا مدقّقا، ذا شيبة نيّرة، بقية من الصالحين.

وفيها داود بن سليمان القصيري [٣] الشافعي الفقيه البارع، أخو الشيخ عبده [٤] .


[١] أي في جوار جامعه باستانبول.
[٢] ترجمته في «الشقائق النعمانية» ص (٢٧٩- ٢٨٠) و «الكواكب السائرة» (٢/ ١٣٣) .
[٣] ترجمته في «الكواكب السائرة» (٢/ ١٤٢) .
[٤] في «آ» و «ط» و «الكواكب السائرة» مصدر المؤلف: «أخو الشيخ عبدو» والصواب في كتابة اللفظة ما أثبته.

<<  <  ج: ص:  >  >>