للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال: سألت الله تعالى أن يحجب ذلك عني فأبى عليّ.

وكان يقول: أعطاني الله تعالى أن لا يقع بصري على حبّ فيسوّس، وجرّب ذلك فيه.

وقال الشعراوي: وقع بيني وبينه اتحاد عظيم لم يقع لي قطّ مع أحد من الأشياخ، وكنت إذا جالسته وسرى ذهني إلى مكان أو كلام يقول: ارجع بقلبك من الشيء الفلاني، فيعرف ما سرح قلبي إليه.

وكنت إذا ورد عليّ شيء من الحقائق وأردت [أن] أقوله له يقول لي: قف لا تخبرني حتى أسمعك ما ورد عليك فيقوله حرفا بحرف.

وقال في «الطبقات الكبرى» : حجّ مرات على التجريد، فلما كان آخر حجّة كان ضعيفا، فقلت له: في هذه الحال تسافر؟ فقال: لترابي فإن طينتي [١] مرّغوها في تربة الشهداء ببدر، فكان كما قال، وتوفي ببدر.

وفيها إسماعيل الشّرواني الحنفي [٢] الإمام العلّامة المحقّق المدقّق الصّالح الزّاهد، العارف بالله تعالى.

قرأ على علماء عصره، منهم الجلال الدواني، ثم خدم العارف بالله خواجه عبيد الله السّمرقندي، وصار من كملّ أصحابه، ولما مات خواجه عبيد الله ارتحل المترجم إلى مكّة المشرّفة وتوطنها، ودخل الرّوم في ولاية السلطان أبي يزيد، ثم عاد إلى مكّة وأقام بها إلى أن مات.

قال في «الشقائق» : كان رجلا، معمّرا، وقورا، مهيبا، منقطعا عن الناس، مشتغلا بنفسه، طارحا للتكلّف، حسن المعاشرة، له فضل عظيم في العلوم الظاهرة.

وألّف «حاشية على تفسير البيضاوي» وكان يدرّس بمكّة فيه وفي «البخاري» .


[١] في «الكواكب السائرة» : «فإن نطفتي» .
[٢] ترجمته في «الشقائق النعمانية» ص (٢١٤) و «الكواكب السائرة» (٢/ ١٢٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>