للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها المولى إسحاق بن إبراهيم الإسكوبي، وقيل البروصاوي [١] ، أحد موالي الرّوم.

طلب العلم، وأخذ عن جماعة، وخدم المولى بالي الأسود، ثم صار مدرّسا بمدرسة إبراهيم باشا بأدرنة، ثم بمدرسة إسكوب إلى أن درّس بإحدى الثمان، ثم أعطي قضاء دمشق، فدخلها في ثامن ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين، ولما دخلها قال: لا يدخل عليّ أحد إلى ثلاثة أيام لأستريح، فإني شيخ كبير مسفور، ثم برز للناس، واجتمعوا به، وحكم بينهم فشكر في أحكامه، واشتهرت عفّته واستقامته.

وتوفي ليلة الاثنين خامس عشري ربيع الثاني بدمشق ودفن بباب الصغير.

وفيها- كما قال في «النّور» - توفي جدّي الشريف عبد الله بن شيخ بن عبد الله العيدروس [٢] .

ولد سنة سبع وثمانين وثمانمائة، وكان من كبار الأولياء. صحب عمّه الشيخ الكبير فخر الدّين أبا بكر بن عبد الله العيدروس صاحب عدن، واختص به، وكذا صحب عمّه الشيخ حسين، وأباه الشيخ شيخ، وغيرهما من الأكابر، وأخذ عنهم، وتخرّج بهم إلى أن بلغ المرتبة التي تعقد عليها الخناصر.

وكان له جاه عظيم في قطر اليمن، وقبول كثير عند الخاص والعام، خصوصا في ثغر عدن، ولبس منه الخرقة جماعة، منهم ابن حجر المكّي [٣] .

وكان حسن الأخلاق، كثير الإنفاق، شريف النّفس والأوصاف، نقيب السادة الأشراف، وافر العقل، ظاهر الفضل، غني النّفس، قانعا بالكفاف، وضيء الوجه، أخضر اللون، طويل القامة، كثير المناقب، عظيم المواهب، ليس له في زمانه نظير، ذا كرامات ظاهرة كثيرة.

توفي ليلة الأربعاء رابع عشر شعبان بتريم [٤] ودفن بها. انتهى.


[١] ترجمته في «الشقائق النعمانية» ص (٢٨١- ٢٨٢) و «الكواكب السائرة» (٢/ ١٢٢) .
[٢] ترجمته في «النور السافر» ص (٢١٠- ٢١١) .
[٣] يعني الهيتمي.
[٤] تريم: من حصون حضرموت. انظر «معجم ما استعجم» (١/ ٣١١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>