للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان من كبار الفضلاء الأذكياء، مع ماله من المال والرزق والكتب النفيسة.

وكان صالحا، متواضعا، لا يحب التّصنع من نفسه ولا من غيره.

وكان جليل القدر بسمرقند بواسطة أن خالته كانت زوجا لملكها.

ودخل حلب سنة ثلاث وثلاثين، ورافق ابن الحنبلي في صدر الشريعة على الشّهاب الأنطاكي، ثم سافر إلى مكة وجاور بها سنين، ثم عاد إلى حلب، ثم سافر منها إلى بلده وهي في الهند، وقطن بها إلى أن مات.

وفيها أبو العبّاس الحريثي المصري [١] الشافعي [٢] نشأ في العبادة والاشتغال بالعلم، وقرأ القرآن بالسبع، ثم خدم سيدي محمد بن عنان. وأخذ عنه الطريق وزوّجه بابنته، وقرّبه أكثر من جميع أصحابه، ثم صحب بعده سيدي علي المرصفي، وأذن له أن يتصدى للإرشاد ولم يرشد حتّى سمع الهواتف تأمره بذلك، فدعا إلى طريق الله تعالى، ولقّن نحو عشرة آلاف مريد. ولما حضرته الوفاة قال:

خرجنا من الدنيا ولم يصحّ معنا صاحب في الطريق. وبنى له زاوية بمصر وعدة مساجد بدمياط والمحلّة وغيرهما.

قال الشعراوي: ووقع له كرامات كثيرة، منها أنه جلس عندي بعد المغرب في رمضان، فقرأ قبل أذان العشاء خمس ختمات، وطوى أربعين يوما، وكان كثير التحمّل لهموم الخلق، حتى صار كأنه شنّ بال، وكان مع ذلك لا يعد نفسه من أهل الطريق.

وتوفي بثغر دمياط، ودفن بزاوية الشيخ شمس الدّين الدمياطي، وقبره بها [٣] ظاهر يزار.

وفيها المولى نور الدّين حمزة، الشهير بأوج باشا الحنفي [٤] أحد موالي الرّوم.


[١] ترجمته في «الكواكب السائرة» (٢/ ٩٣- ٩٤) و «الطبقات الكبرى» للشعراني (٢/ ١٧٠- ١٧١) .
[٢] لفظة «الشافعي» سقطت من «ط» .
[٣] لفظة «بها» سقطت من «آ» .
[٤] ترجمته في «الشقائق النعمانية» ص (٢٤٠) و «الكواكب السائرة» (٢/ ١٣٩- ١٤٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>