للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا عائبا لسواد قهوتنا التي ... فيها شفاء النّفس من أمراضها

أو ما يراها وهي في فنجانها ... يحكي سواد العين وسط بياضها

وفيها شهاب الدّين أحمد الطّيب بن شمس الدّين الطّنبذاوي البكري الصّدّيقي الشافعي [١] .

قال في «النور» : هو شيخ الإسلام الحبر الإمام، العارف بالله، القانت الأواه [٢] .

ولد بعد السبعين وثمانمائة تقريبا، وتفقه بالنّور السّمهودي، والقاضي أحمد المزجد وغيرهما.

وكان في أهل عصره بمنزلة الشمس من النجوم، وتميّز في معرفة المنطق والمفهوم، وكان شديد التصلب في الدّين والصّدع بالحقّ، لا يخاف في الله لومة لائم.

وكان يقول لتلميذه ابن زياد: أنتم نفعكم أحمد المزجد بلحظه [٣] ، ونحن بلحظه ولفظه.

وأخذ عنه خلق منهم شيخ الإسلام ابن زياد، والحافظ شهاب الدّين أحمد الخزرجي، والغريب الأكسع، وعبد الملك بن النّقيب، وعبد الرحمن البجلي، وصالح النماري، وغيرهم.

وانتهت إليه رئاسة الفتوى والتدريس، وانتفع به الخاص والعام.

ومن مصنّفاته «فتاوى» مشهورة عليها الاعتماد بزبيد، وشرح «التنبيه» في أربع مجلدات، وله «حاشية مفيدة على العباب» .

قال الشيخ صالح النماري: ومن عجيب ما سمعته منه، أنه قال: طالعت


[١] ترجمته في «النور السافر» ص (٢٢٨- ٢٣٢) .
[٢] في «آ» : «الأواب» وما جاء في «ط» موافق لما في «النور السافر» مصدر المؤلف.
[٣] لفظة «بلحظه» سقطت من «ط» .

<<  <  ج: ص:  >  >>