للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واجتهد، حتّى برع، وأشير إليه بالرئاسة والفتوى، وذكره أخوه المعلّم في «طبقات فقهاء آل باعلوى» قال: وولي قضاء وادي ابن راشد، وهو مشتمل على مدن متعددة من أرض حضرموت، أشهرها تريم، لم يعارضه معارض، ولم ينقض عليه ناقض، ولم يل أحد من آل باعلوى القضاء غيره، رحمه الله وبلغني أنه لم يكن من القضاة الورعين، سامحه الله وإيّانا.

وفي «تاريخ سنبل» إنه وأخاه عبد الله شريف ولدا توأمين في بطن، وعزل من القضاء، فقال: أنا لا أعزل وإن عزلني السلطان، بسبب أنه ليس في الجهة من هو أعلم مني.

وهذا الذي ذكره أحمد شريف لا أدري أهو وجه ضعيف له في المسألة أو أراد به التنكيت والمطايبة وإن سيادته ثابتة قاضيا كان أو غير ذلك، كقول بعضهم:

إن الأمير هو الذي ... يضحى [١] أميرا يوم عزله

إن زال سلطان الولا ... ية لم يزل سلطان فضله

وما أحسن قوله: إن أردت أن لا تعزل فلا تتولّ. انتهى وفيها أحمد الشّيبيني [٢] المصري [٣] .

كان مجذوبا غارقا لا يصحو إلّا وقت الوضوء والصلاة، وإذا صلّى أذن للصلاة ورفع صوته، وكان إذا رأى مجذوبا لم يصلّ، يقول: هذا قليل الدّين، ووقع من المنارة العالية التي في مدينة منوف إلى الأرض فلم ينكسر من أعضائه شيء، ونزل واقفا ومشى مسرعا على الأرض.

وفيها- تقريبا- المولى شمس الدّين أحمد المشهور بورق چلبي [٤] ، أحد الموالي الرّومية.


[١] كذا في «آ» و «ط» و «النور السافر» مصدر المؤلف.
[٢] في «ط» : «الشبيني» وهو خطأ.
[٣] ترجمته في «الكواكب السائرة» (٢/ ١١٩) .
[٤] ترجمته في «الشقائق النعمانية» ص (٢٨٨- ٢٨٩) و «الكواكب السائرة» (٢/ ١١٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>