للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وانتهت إليه الرئاسة في العلوم الشرعية بمصر حتى صارت علماء الشافعية كلهم تلامذته إلّا النّادر، وجاءت إليه الأسئلة من سائر الأقطار، ووقف الناس عند قوله.

وكان جميع علماء مصر وصالحيهم حتّى المجاذيب يعظّمونه.

وكان يخدم نفسه ولا يمكّن أحدا أن يشتري له حاجة إلى أن كبر سنة وعجز.

وتوفي يوم الجمعة مستهل جمادى الآخرة، وصلّوا عليه في الأزهر.

قال الشعراوي: وما رأيت في عمري جنازة أعظم من جنازته، ودفن بتربته قريبا من جامع الميدان، وأظلمت مصر وقراها بعد موته.

وفيها إسماعيل [١] الشيخ الصّالح العابد الورع، إمام جامع الجوزة، خارج باب الفراديس بدمشق.

قال في «الكواكب» : قال والد شيخنا: كان له مكاشفات وحالات مع الله تعالى، وكان لا نظير له في الملازمة للخيرات.

توفي في أوائل [ذي] الحجّة، ودفن بمقبرة باب الفراديس.

وفيها حسام الدّين جلبي الفراصوي [٢] أحد موالي الروم.

قرأ على العلماء، وخدم المولى عبد الكريم بن المولى علاء الدّين العربي، وتنقّل في المدارس، حتى درّس بإحدى الثماني، ثم صار قاضيا بأدرنة، ثم بالقسطنطينية، ثم أعطي إحدى الثماني أيضا، وعيّن له كل يوم مائة عثماني إلى أن توفي.

وكان سخي النّفس، حليما، صبورا على الشدائد، طارحا للتكلّف [٣] .

منصفا من نفسه، رحمه الله تعالى.


[١] ترجمته في «الكواكب السائرة» (٢/ ١٢٤- ١٢٥) .
[٢] ترجمته في «الشقائق النعمانية» ص (٢٨٤- ٢٨٥) و «الكواكب السائرة» (٢/ ١٣٩) .
[٣] في «آ» و «ط» : «للتكليف» والتصحيح من «الكواكب السائرة» و «الشقائق النعمانية» .

<<  <  ج: ص:  >  >>