للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المحرم سنة وثمانين، وأعيد عز الدين الصائغ، وبقي ابن خلّكان معزولا وبيده الأمينية والنجيبية.

مات يوم السبت في السادس عشر من شهر رجب سنة إحدى وثمانين وستمائة ودفن بصالحية دمشق.

وقال تاج الدين الفزاري في «تاريخه» : كان [ابن خلّكان] قد جمع حسن الصورة، وفصاحة النطق، وغزارة الفضل، وثبات الجأش، ونزاهة النفس.

وقال الذهبي: كان إماما فاضلا، بارعا، متقنا، عارفا بالمذهب، حسن الفتاوى، جيد القريحة، بصيرا بالعربية، علّامة في الأدب والشعر وأيام الناس، كريما جوادا، ممدوحا، من سروات الناس ... ومن محاسنه أنه كان لا يجسر أحد أن يذكر أحدا عنده بغيبة.

قلت: وقد قامت شهرة ابن خلّكان على كتابه «وفيات الأعيان» المنوّه عنه في صدر الترجمة، وقد طبع منذ سنوات قليلة في ثمانية مجلدات في بيروت بتحقيق الأستاذ الدكتور إحسان عباس، وهي طبعة جيدة مفهرسة غير أن الضبط فيها قليل لا يتناسب مع قيمة الكتاب العلمية.

٢٧- محبّ الدّين الطّبري

هو أحمد بن عبد الله بن محمد الطبري، أبو العباس، الإمام الحافظ الفقيه، صاحب «الرياض النضرة في مناقب العشرة» ، و «الثمط الثمين في مناقب أمهات المؤمنين» وغير ذلك من المصنفات النافعة.

ولد بمكة في جمادى الآخرة سنة خمس عشرة وستمائة، وسمع من جماعة، وأفتى، ودرّس وتفقّه، وصنف كتابا كبيرا إلى الغاية في «الأحكام» في ست مجلدات، وتعب عليه مدة، ورحل إلى اليمن وأسمعه للسلطان صاحب اليمن.

وروى عنه الدمياطي، وابن العطار، وابن الخباز، والبرزالي، وجماعة.

وكان شيخ الحرم بمكة.

توفي في جمادى الآخرة من سنة أربع وتسعين وستمائة بمكة المكرمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>