للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخذ عن والده وعمّه العلّامة الطّيب، والقاضي عبد الله باسرومي، وكان يقول: إني استفدت من هذا الولد أكثر مما استفاد مني، وجدّ واجتهد، حتى برع، وانتصب للتدريس والفتوى، وصار عمدة يرجع إلى فتواه، وانتهت إليه رئاسة العلم والفتوى في جميع جهات اليمن، وقصد بالفتاوى من الجهات النازحة والأقاليم البعيدة، وأخذ عنه الأعلام، منهم محمد بن عبد الرحيم باجابر، وأبحاثه في كتبه وأجوبته تدلّ على قوة فطنته وغزارة مادته، وكانت تغلب عليه الحرارة حتّى على طلبته، وكان فيه على ما قيل بأو [١] مفرط، والكمال لله.

وكان ناثرا، ناظما، فصيحا، مفوها.

ومن تصانيفه كتاب ينكّت فيه على «شرح المنهاج» للهيتمي في مجلدين، و «فتاوى» في مجلد ضخم، و «المصباح لشرح [٢] العدة والسلاح» و «شرح الرحبية» و «ذيل على طبقات الشافعية» للإسنوي، ورسالتان في الفلك والميقات، ورسالة في الربع المجيب، وغير ذلك.

ومن شعره:

قلت: سلام الله من مغرم ... ما إن سلا عنكم فقالوا سلا

فقلت هل ترضون لي وقفة ... قالوا فما تطلب قلت الكلا

ومنه:

الواو من صدغه في العطف يطمعني ... والسّيف من لحظه يومي إلى العطب

فحينما حرت قام الهجر ينشدني ... السّيف أصدق أنباء من الكتب [٣]

ومنه:

قالت: أراك من الذكا في غاية ... جلّت عن الإسهاب والإطناب


[١] البأو: الكبر والفخر. انظر «لسان العرب» (بأي) .
[٢] لفظة «الشرح» سقطت من «آ» .
[٣] الشطر الثاني من البيت مستعار من البيت الشهير لأبي تمام:
السيف أصدق أنباء من الكتب ... في حدّه الجدّ بين الجدّ واللعب

<<  <  ج: ص:  >  >>