للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان من عادته أن يعتكف من أول رمضان فلا يخرج من الجامع إلّا بعد صلاة العيد.

وكان إذا حجّ لا يركب إلّا بعد تعب شديد، وإذا خرج من بركة الحاج لم يزل يعلّم الناس المناسك وآداب السّفر ويحثّهم على الصّلاة، ويعلّمهم كيف القصر والجمع. وكان يكثر من تلاوة القرآن في الطريق وغيره، وإذا كان بمكّة أكثر من الطواف، ومع ذلك، فكان يصوم بمكّة والسفر أكثر أيامه، ويؤثر على نفسه، وكان يؤثر الخمول ولا يكترث بأشغال الدنيا.

وبالجملة كان آية من آيات الله تعالى، وحجّة من حججه على خلقه.

وتوفي بعد عصر يوم الخميس ثاني شعبان سنة سبع وسبعين وتسعمائة، وهي سنة ميلادي. انتهى ملخصا وفيها شمس الدّين محمد بن مسلّم- بتشديد اللام المفتوحة- المغربي التونسي الحصيني- نسبة إلى حصين مصغّرا طائفة من عرب المغرب- المالكي ثم الحنفي [١] نزيل حلب.

كان إماما، عالما، صالحا.

توفي بحلب في هذه السنة.

وفيها المولى مصلح الدّين المشتهر بمعلّم السلطان جهانكير [٢] .

قال في «ذيل الشقائق» : طلب العلوم، وشمّر عن ساق الاجتهاد، وأخذ عن جوي زادة، والمولى عبد الواسع، وصار ملازما منه، ثم [٣] تنقلت به الأحوال إلى أن صار معلّم السلطان جهانكير بن سليمان خان، واستمر على تعليمه إلى أن توفي، فلم تطل مدة المترجم أيضا.


[١] ترجمته في «درّ الحبب» (٢/ ١/ ١٢٨- ١٣٥) و «الكواكب السائرة» (٣/ ٧٤- ٧٥) .
[٢] ترجمته في «العقد المنظوم» ص (٣٩٣- ٣٩٤) .
[٣] لفظة «ثم» لم ترد في «آ» .

<<  <  ج: ص:  >  >>