للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها رحمة الله بن قاضي عبد الله السّندي الحنفي [١] نزيل مكّة.

قال في «الكواكب» : كان عالما [٢] فاضلا، له رسالة سمّاها «غاية التحقيق ونهاية التدقيق» في مسائل ابتلي بها أهل الحرمين الشريفين. انتهى وفيها الشيخ محمد بن محمد بن عبد الرحيم بن عبد الله، المعروف بالزّغبي [٣] الشيخ الصّالح المجذوب.

قال في «الكواكب» : كان سمينا طويل اللحية، له شيبة بيضاء، وكان له ذوق ونكت ولطائف على لسان القوم وإشارات الصوفية.

وكان قد صحب في طريق الله جماعة، منهم الشيخ عمر العقيبي.

وحدثني بعض إخواننا الصّالحين قال: كنت مرة مع الزّغبي بقرية برزة بالمقام، فسألته بماذا أعطي ما أعطي، قال: فقال لي: ما لك بهذا السؤال، فقلت: لا بد أن تخبرني، فقال: يا ولدي ما نلت هذه الرّتبة حتّى سحت في البرّية أربع عشرة سنة.

وحكى لي أنه في بدء أمره وحال تجرّده وقف على جبل الرّبوة المعروف بالمنشار، فوثب منه إلى جبل المزّة وأنا أنظر.

وكان الزّغبي يحبّ أن يشرب الماء عن الرّماد ويصفه لكل من شكا إليه مرضا أي مرض كان، وكان يقول هو الصفوة.

وكان منزله بمحلّة القيمرية، ومرّ يوما على دكان جزار بمحلّة القيمرية فوجد الشيخ شهاب الدّين الطّيبي واقفا على الجّزار، فقال الزّغبي للجزّار: يا معلّم توصّ من هذا الشيخ، فإنه يتصرّف في الألوف [٤] من الناس ويطاوعونه ولا يتجرأ أحد على مخالفته، إن طأطأ رأسه طأطؤوا معه، وإن رفع رأسه رفعوا معه.


[١] ترجمته في «الكواكب السائرة» (٣/ ١٥٢) .
[٢] في «ط» : «عاملا» وهو خطأ.
[٣] ترجمته في «الكواكب السائرة» (٣/ ٣٢- ٣٧) و «جامع كرامات الأولياء» (١/ ١٨٤) .
[٤] في «آ» و «ط» : «من الألوف» والتصحيح من «الكواكب السائرة» مصدر المؤلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>