للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان عالما، فاضلا، مدقّقا لطيف الطبع، حسن الصّحبة، حلو المحاورة، ينظم الشعر التركي أبلغ نظام، فاتسم فيه ببهشتي على عادتهم.

وتوفي في القصبة المزبورة.

وفيها المولى خواجه عطاء الله [١] معلّم السلطان سليم خان بن السلطان سليمان خان.

قال في «ذيل الشقائق» : نشأ بقصبة بركي من ولاية آيدين صارفا لرائج عمره في إحراز العلوم والمعارف، بحيث لا يلويه عن تحصيلها عائق ولا صارف، وقرأ على ابن كمال باشا، والمولى أبي السعود المفتي، وسعد الله محشّي «تفسير البيضاوي» وهو قاض بقسطنطينية، ثم صار ملازما بطريق الإعادة من إسرافيل زاده، ثم تنقّل في المدارس، ثم عيّن لتعليم السلطان سليم خان وهو يومئذ أمير بلواء مغنيسا، ولما وصلت السلطنة إلى مخدومه علت كلمته، وارتفعت مرتبته [٢] ، واستقام أمره، واشتعل جمره، فبالغ في إكرامه، وأفرط في إعظامه، وكان يدعوه إلى داره العامرة فيجتمع به، ثم قدّم صغار طلبته على المشايخ الكبار وقلّدهم المناصب الجليلة في الأزمنة القليلة، فضجّ الناس عليه بالدعاء.

وكان عالما، فاضلا، ورعا، ديّنا، قوي الطبع، صحيح الفكر، إلّا أن فيه التعصب الزائد، وكتب رسالة تشتمل على خمسة فنون، الحديث، والفقه، والمعاني، والكلام، والحكمة.

وتوفي في أوائل صفر بقسطنطينية وصلّى عليه المولى أبو السعود المفتي.

وفيها المولى علي [٣] .

قال في «الكواكب» : «ابن إسرافيل» . وقال في «العقد المنظوم» : «ابن محمد» الشهير بقنالي زاده.


[١] ترجمته في «العقد المنظوم» ص (٤٠٦- ٤٠٨) و «معجم المؤلفين» (٦/ ٢٨٣) .
[٢] في «ط» : «رتبته» وما جاء في «آ» موافق لما في «العقد المنظوم» مصدر المؤلف.
[٣] ترجمته في «العقد المنظوم» ص (٤١١- ٤١٧) وفيه: «المشتهر بحنّاوي زاده» . و «الكواكب السائرة» (٣/ ١٨٧- ١٩٠) و «معجم المؤلفين» (٧/ ١٩٣- ١٩٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>