للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صارمه البيضاء آية للناظرين، وكم جهّز جيوشا للجهاد في سبيل الله فقطع دابر القوم الكافرين، فمن أكبر غزواته فتح جزيرة قبرس بسيف الجهاد، ومنها فتح تونس المغرب، وحلق الواد [١] ، ومنها فتح ممالك اليمن واسترجاعها من العصاة البغاة أهل الإلحاد.

ومن خيراته تضعيف صدقة الحبّ على أهل الحرمين والأمر ببناء المسجد الحرام.

وتوفي لسبع مضين من شهر رمضان، ودفن بقرب أيا صوفيا، وتولى بعده ولده السلطان مراد، ولماميّة الرّوم في تاريخ جلوسه:

بالبخت فوق التّخت أصبح جالسا ... ملك به رحم الإله عباده

وبه سرير الملك سرّ فأرّخوا ... حاز الزّمان من السّرور مراده

وفيها إلياس القرماني الطّبيب الحنفي [٢] .

قال في «العقد المنظوم» : ولد بولاية قرمان [٣] ، ثم خرج من بلاده لطلب العلم بعد ما بلغ الحنث، وتنقّل في البلدان، حتّى وصل إلى خدمة الحكيم إسحاق، وحصل عنده بعض العلوم، سيما الطب، وفتح حانوتا في بعض الأسواق، وتكسّب بالطب وبيع المعاجين والأشربة، ثم فرغ عن الحانوت، وشمّر عن ساق الاجتهاد، وبعد ما ظهر فيه الشّيب وتقيد بأخي زاده، وحصّل عليه كثيرا من العلوم، هذا مع العائلة [٤] والاحتياج، إلى أن برع وفاق أقرانه، وكان من


[١] ويقال لها أيضا (حلق الوادي) وهي بلدة سياحية ومركز تجاري على ساحل البحر الأبيض المتوسط من أعمال ولاية تونس عاصمة الجمهورية التونسية. انظر «المنجد في الأعلام» ص (٢٥٧) و «أطلس العالم» للأستاذ شارل جورج بدران الخريطة (٢٨) المربع (هـ) و «أطلس العالم» طبع مكتبة لبنان ص (٦١) .
[٢] ترجمته في «العقد المنظوم» ص (٤٥٦- ٤٥٧) .
[٣] قرمان: مدينة في وسط تركية الأسيوية اسمها القديم لا رندة. اتخذها سلالة قرمان أغلو عاصمة لها في القرآن الثامن الهجري. انظر «المنجد في الأعلام» ص (٥٤٨) .
[٤] أي مع الفقر.

<<  <  ج: ص:  >  >>