للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان عالما، عاملا، علّامة، شديد الورع، قليل الاختلاط بالناس، متمسكا بالكتاب والسّنّة، وطريقة السّلف الصّالح، له اليد الطولى في علم الحرف والفلك والميقات، وله الشعر الرائق فمنه:

كان البخاريّ حافظا ومحدّثا ... جمع الصّحيح مكمّل التّحرير

ميلاده صدق ومدّة عمره ... فيها حميد وانقضى في نور

ولما وقف على هذه الأبيات التي نظم فيها بعضهم ما لكل فصل من المنازل على اصطلاح أهل اليمن وهي:

شرط البطين ثريّا دبر هقعقها ... وهنة الذّرع فصل الصّيف قد كملا

فنثرة الطّرف جبهة [١] الزّبرة انصرفت ... عوى سماك فدا فصل الخريف خلا

غفر زبانا تكلّل قلب شولتها ... نعائم [٢] بلدة فصل الشتا كملا

واذبح بلاعا سعودا واخب فرعهما [٣] ... في بطن حوت، فذا فصل الرّبيع تلا

استحسنها وقال: إنه أجاد فيها غير أنه اعتمد في ذلك على حساب المتقدمين في المنازل حيث بدأ بالشرطين، وعلى حساب المتأخرين، يبدءون بالفرع المؤخر.

وتوفي بالهند بأحمدآباد ليلة الجمعة رابع صفر ودفن بها بتربة العرب بالقرب من تلميذه وصاحبه الشيخ عبد الرحيم العمودي، وكانا في حياتهما روحين في جسد.

وفيها القاضي زين الدّين عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن الفرفور الحنفي [٤] .

كان إماما، فاضلا، شاعرا، بارعا.


[١] في «آ» و «ط» : «جبة» وما أثبته من «النور السافر» مصدر المؤلف ولا يستقيم وزنه.
[٢] في «آ» و «ط» : «نعامة» .
[٣] في «آ» و «ط» : «مزعهما» .
[٤] ترجمته في «الكواكب السائرة» (٣/ ١٦٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>