للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما بلغ السابعة من عمره توفي والده، فتحولت أسرته إلى دمشق، ونزلت في الدار المجاورة للمدرسة النورية.

وفي دمشق شرع ابن كثير بطلب العلم على عدد من العلماء الأعلام من أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية، والحافظ المزّي، والبرهان الفزاري الشهير بابن الفركاح، وابن قاضي شهبة.

وكان كثير الاستحضار قليل النسيان جيد الفهم، حفظ «التنبيه» وعرضه سنة ثمان عشرة، وحفظ «مختصر ابن الحاجب» .

ثم أقبل على الحديث، فاشتغل بمطالعة متونه ورجاله، فسمع «الموطأ» للإمام مالك، و «الجامع الصحيح» للإمام البخاري، و «الجامع الصحيح» للإمام مسلم، و «سنن الدارقطني» ، وشيئا من «السنن الكبرى» للبيهقي، وسمع «مسند الشافعي» ، وغير ذلك من المصنفات الحديثية وهو لا يزال في مقتبل العمر.

توفي في شهر شعبان من سنة أربع وسبعين وسبعمائة، ودفن عند شيخه ابن تيمية في مقبرة الصوفية خارج باب النصر من دمشق.

قلت: وقد قامت شهرة ابن كثير على كتابيه «البداية والنهاية» و «التفسير» المشار إليهما في صدر الترجمة، وقد طبع الأول منهما في مصر أول الأمر طبعة غير محققة وكثيرة التحريف والتصحيف والسّقط، ثم صوّرت هذه الطبعة في بيروت عدة مرات، أو صفّت حروفها من جديد من غير تحقيق يليق بهذا الكتاب العظيم، وقد تصدّت لنشره نشرة علمية متقنة دار ابن كثير بدمشق وبيروت، وقامت بتكليف مجموعة كبيرة من المحققين المتمرّسين بتحقيقه بالاعتماد على ثلاث من نسخه الخطية، وكلفت والدي الأستاذ الشيخ عبد القادر الأرناؤوط بمراجعة الكتاب والحكم على الأحاديث التي أوردها المؤلف من خارج «الصحيحين» من جهة الصحة والحسن والضعف، وسوف تصدر هذه الطبعة في عشرين مجلدا من الحجم الكبير تضم فهارس تفصيلية إن شاء الله.

وطبع الثاني منهما- وهو «التفسير» - في مصر أيضا في أربع مجلدات من غير تحقيق ولا تدقيق، وقد صوّرت هذه الطبعة عدة مرات في بيروت كما هي

.

<<  <  ج: ص:  >  >>