للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سنة تسع وسبعين ومائة]

فيها كانت فتنة الوليد بن طريف الشّاريّ الخارجيّ، وأحد الشّراة وهم الخوارج، سمّوا بذلك لقولهم: شرينا أنفسنا في طاعة الله، أي بعناها بالجنّة حين فارقنا الأئمة الجبابرة، وكان الوليد، أحد الشجعان، وندب الرّشيد لحربه يزيد بن زائدة، ابن أخي معن بن زائدة الشيباني، ومكث يزيد مدة يماكره ويخادعه، وكانت البرامكة منحرفة عن يزيد، فقالوا للرشيد: إنه مداهن، فأرسل إليه يتوعّده، فناجزه يزيد فظفر به، وكان الوليد ينشد في المصاف:

أنا الوليد بن طريف الشّاري ... قسورة [١] لا يصطلى بناري [٢]

ولما انهزم تبعه يزيد بنفسه حتّى أدركه على مسافة بعيدة فقتله واحتزّ رأسه، ولما قتل لبست أخته الفارعة عدّة حربها وحملت [على جيش يزيد] [٣] فضرب يزيد بالرمح فرسها [٤] وقال: اغربي، غرّب الله عينك [٥] فقد فضحت


[١] القسورة: الأسد. قاله في «مختار الصحاح» ص (٥٣٤) .
[٢] في الأصل والمطبوع: «بنار» والبيت في «مرآة الجنان» (١/ ٣٨٥) .
[٣] زيادة من «مرآة الجنان» (١/ ٣٨٥) .
[٤] في الأصل، والمطبوع: «قرنيها» وأثبت ما في «مرآة الجنان» .
[٥] في المطبوع: «غرب الله عنك» ، وفي «مرآة الجنان» : «غرب الله عليك» .

<<  <  ج: ص:  >  >>