للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال يحيى القطّان: هو أحفظ من رأيت بعد سفيان، وشعبة.

وقال ابن أبي الدّنيا: حدّثني من سمع عمرو بن عون يقول: مكث هشيم يصلّي الفجر بوضوء العشاء عشر سنين قبل موته.

وقال أحمد: كان كثير التسبيح.

وقال ابن ناصر الدّين في شرح «بديعة البيان» له: هشيم بن بشير بن أبي خازم [١] قاسم بن دينار السّلميّ أبو معاوية الواسطيّ نزيل بغداد. كان من الحفّاظ الثقات المتقنين، لكنه معدود في المدلّسين، ومع ذلك فقد أجمعوا على صدقه، وأمانته، وثقته، وعدالته، وإمامته [٢] .

قال وهب بن جرير: قلنا لشعبة: نكتب عن هشيم؟ قال: نعم. ولو حدّثكم عن ابن عمر فصدّقوه. انتهى.

وفيها الواعظ ابن السّمّاك أبو العبّاس محمد بن صبيح الكوفيّ الزّاهد.

مولى بني عجل. روى عن الأعمش وجماعة. وكان كبير القدر. دخل على الرّشيد فوعظه وخوّفه.

ومن كلامه: من جرّعته الدّنيا حلاوتها لميله إليها، جرّعته الآخرة مرارتها لتجافيه عنها.

روي أن الرّشيد استفتاه في يمين حلفها أنه من أهل الجنّة، فقال له:

هل قدرت على معصية فتركتها من مخافة الله- عزّ وجلّ-؟ قال: نعم. قال:

قال الله- عزّ وجلّ-: وَأَمَّا من خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى ٧٩: ٤٠- ٤١ [النازعات: ٤٠- ٤١] فيمينك بارّة.


[١] في الأصل: «ابن أبي حازم» وهو تصحيف، وأثبت ما في المطبوع وهو الصواب.
[٢] في المطبوع: «وأمانته» .

<<  <  ج: ص:  >  >>