للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العربية والفقه بالرّيّ اليوم.

ومع تبحّر الكسائيّ في النحو والعربية لم يكن له معرفة بالشعر.

وقيل له: الكسائيّ لأنه أحرم في كساء، وقيل: لأنه جاء إلى حمزة ضائفا بكساء، فقال حمزة: من يقرأ؟ فقيل: صاحب الكساء، فبقي عليه اللقب.

وأما محمّد بن الحسن المذكور، فكان فصيحا بليغا.

قال الشّافعيّ: لو قلت: إن القرآن نزل بلغة محمّد بن الحسن لفصاحته لقلت.

وصنّف «الجامع الكبير» ، و «الجامع الصغير» ، وكان منشؤه بالكوفة، وتفقّه بأبي حنيفة، ثم بأبي يوسف.

قال الشّافعيّ: ما رأيت سمينا ذكيا إلّا محمّد بن الحسن.

قال في «العبر» [١] : قاضي القضاة وفقيه العصر أبو عبد الله محمّد بن الحسن الشّيبانيّ مولاهم، الكوفيّ المنشأ، ولد بواسط، وعاش سبعا وخمسين سنة. وسمع أبا حنيفة، ومالك بن مغول وطائفة، وكان من أذكياء العالم.

قال أبو عبيد: ما رأيت أعلم بكتاب الله منه.

وقال الشّافعيّ: لو أشاء أن أقول نزل [٢] القرآن بلغة محمّد بن الحسن لقلت، لفصاحته. وقد حملت عنه وقر بختيّ.

وقال محمد: خلّف أبي ثلاثين ألف درهم، فأنفقت نصفها على النحو والشعر، وأنفقت الباقي على الفقه [٣] .


[١] (١/ ٣٠٢- ٣٠٣) .
[٢] في «العبر» : «تنزل» .
[٣] في «العبر» (١/ ٣٠٣) : «فأنفقت نصفها على النحو بالري» .

<<  <  ج: ص:  >  >>