للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال في «العبر» : قلت: آخر من روى عنه سبطه إسحاق بن إبراهيم شاذان [١] . انتهى.

وفيها أبو نواس الحسن بن هانئ الحكميّ الأديب، شاعر العراق.

قال ابن عيينة: هو أشعر النّاس.

وقال الجاحظ: ما رأيت أعلم باللغة منه.

قال ابن الأهدل: كان أبوه من جند مروان الصغير الأموي، فتزوج امرأة بالأهواز، فولدت أبا نواس، فلما ترعرع أصحبته أبا أسامة الشاعر، فنشأ على يديه، وقدم به بغداد فبرع في الشعر، وعداده في الطبقة الأولى من المولّدين، وشعره عشرة أنواع، وقد اعتنى بشعره جماعة فجمعوه، ولهذا يوجد «ديوانه» مختلفا، وكان المأمون يقول: لو وصفت الدّنيا نفسها ما بلغت قول أبي نواس:

ألا كلّ حيّ [٢] هالك وابن هالك ... وذو نسب في الهالكين عريق

إذا امتحن الدّنيا لبيب تكشّفت ... له عن عدو في ثياب صديق [٣]

وكني بأبي نواس، لذؤابتين كانتا على عاتقه تنوسان، وأثنى عليه ابن عيينة وعلماء عصره بالفصاحة والبلاغة.

وقال أبو حاتم: لو كتبت بيتيه هذين بالذّهب لما كثر وهما:

ولو أني استزدتك فوق ما بي ... من البلوى لأعوزك المزيد


[١] في «العبر» للذهبي (١/ ٣٢٠) : «ابن شاذان» وهو خطأ، ف «شاذان» لقب له كما ذكر الحافظ ابن حجر في «لسان الميزان» (١/ ٣٤٧) .
[٢] في «مرآة الجنان» : «ألا كل شيء» .
[٣] لم أجد البيتين في «ديوانه» طبع دار صادر، وهما في «مرآة الجنان» لليافعي (١/ ٤٥٤) طبع مؤسسة الرسالة.

<<  <  ج: ص:  >  >>