للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان النّضر بن شميل، وأبو زيد، واليزيديّ في معاملة واحدة.

وصنف أبو زيد في اللغة نحو عشرين مصنفا. وضجر شعبة يوما من إملاء الحديث، فرأى أبا زيد في أخريات الحلقة، فقال:

استعجمت دار ميّ ما تكلّمنا ... والدّار لو كلّمتنا ذات أخبار

ألا تعال يا أبا زيد، فجاءه، فتحادثا وتناشدا الأشعار، فقال له بعض الحاضرين: يا أبا بسطام، نقطّع [١] إليك ظهور الإبل فتدعنا وتقبل على الأشعار؟ فقال: أنا أعلم بالأصلح لي. أنا والله الذي لا إله إلا هو في هذا أسلم مني في ذلك، كأنه يروّح قلبه عند السآمة.

ومثل هذا ما روي أن ابن عبّاس كان يقول لأصحابه: أحمضوا.

وكما قال أبو الدّرداء: إني لأجمّ [٢] نفسي بشيء من الباطل لأستعين به على الحق.

وفيها محمد بن عبد الله الأنصاريّ بن المثنى أبو عبد الله قاضي البصرة وعالمها ومسندها. سمع سليمان التّيمي، وحميد، والكبار، وعاش سبعا وتسعين سنة. وهو من كبار شيوخ البخاري، وهو ثقة مشهور.

وفيها محمد بن المبارك الصّوريّ أبو عبد الله الحافظ صاحب سعيد ابن عبد العزيز.

قال يحيى بن معين: كان شيخ دمشق بعد أبي مسهر.


[١] في الأصل، والمطبوع: «تقطع» وهو تصحيف، والتصحيح من «مرآة الجنان» لليافعي (٢/ ٥٩) المطبوع في مطبعة دائرة المعارف النظامية في حيدر أباد.
[٢] في الأصل: «لأجع» ، وفي «مرآة الجنان» : «لأحم» وكلاهما خطأ، وأثبت ما في المطبوع وهو الصواب.
قال ابن منظور: الجمام، بالفتح: الراحة ... ويقال: أجمّ نفسك يوما أو يومين، أي أرحها. ويقال: إني لأستجم قلبي بشيء من اللهو لأقوى به على الحق. «لسان العرب» (جمم) .

<<  <  ج: ص:  >  >>