للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غيضة في الحصن وأسر جميع خواصه وأولاده. وبعث إليهم المعتصم الأمان فخرقه وسبّه. وكان قويّ النفس شديد البطش، صعب المراس. فطلع من تلك الغيضة في طريق يعرفها في الجبل، وانقلب ووصل إلى جبال إرمينية فنزل على البطريق سهل. فأغلق عليه، وبعث يعرّف الأفشين [١] فجاء الأفشينية [٢] فتسلّموه، وكان المعتصم قد جعل لمن جاء به حيّا ألفي ألف درهم، ولمن جاء برأسه ألف ألف درهم، وكان دخوله بغداد يوما مشهودا.

وفيها توفي أبو اليمان الحكم بن نافع البهرانيّ الحمصيّ الحافظ.

روى عن حريز بن عثمان [٣] وطبقته، وكان ثقة حجة كثير الحديث. ولد سنة ثمان وثلاثين ومائة، ومات في ذي الحجة. وقد سئل أبو اليمان مرّة عن حديث لشعيب بن أبي حمزة فقال: ليس هو مناولة، لم أخرجها إلى أحد.

. وعمر بن حفص بن غياث الكوفيّ. روى عن أبيه وطبقته، ومات كهلا في ربيع الأول، وكان ثقة متقنا عالما.

. وفيها أبو عمرو مسلم بن إبراهيم الفراهيديّ مولاهم البصريّ القصّاب الحافظ محدّث البصرة. سمع من ابن عون حديثا واحدا، ومن قرّة ابن خالد، ولم يرحل، لكن سمع من ثمانمائة شيخ بالبصرة، وكان ثقة حجة أضرّ [٤] بآخرة، وكان يقول: ما أتيت حراما ولا حلالا قطّ، أي لم يفعل إلّا فرضا أو سنّة. توفي في صفر.


[١] في الأصل، والمطبوع: «الأقشين» .
[٢] في الأصل، والمطبوع: «الأقشينية» وهو خطأ، والصواب ما أثبته.
[٣] في الأصل: «جرير بن عثمان» ، وفي المطبوع: «جرير بن عبد الحميد» وكلاهما خطأ، والتصحيح من «العبر» للذهبي (١/ ٣٨٤) وانظر «تهذيب الكمال» (١/ ٣١٥) مصوّرة دار المأمون للتراث.
[٤] في الأصل: «أخبر» ، وأثبت ما في المطبوع وهو الصواب.

<<  <  ج: ص:  >  >>