للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخبر إلى شقيّ وسعيد، وأحصى لكل عامل ما فعل من طارف وتليد [١] ، حتى ما يَلْفِظُ من قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ٥٠: ١٨ [ق: ١٨] .

وأشهد أن سيّدنا محمّدا عبده ورسوله خير نبي أرسله، ففتح [به] [٢] آذانا صمّا، وأعينا عميا، وقلوبا مقفلة.

أرسله على حين فترة من الرّسل، وطموس لمعالم الهدى والسّبل، فكانت بعثته أنفع للخليقة من الماء الزّلال، بل من الأنفس، والأهل، والصّحب، والمال، إذ بمبعثه تمت للنّاس مصالح الدّارين، واتّصح [بها] [٣] لهم أقوم الطريقين، فطوبى لمن أمسى باتّباع شريعته قرير العين، وويل لمن نبذ ما جاء به ظهريّا وأخرج هديه من البين.

اللهم فصلّ وسلّم عليه أفضل صلاة وأكمل سلام، وآته الوسيلة والفضيلة، وابعثه المقام المحمود، أشرف مقام، وعلى آله وأصحابه خير صحب وآل، من بذلوا في طاعته رضا لمرسله المهج والمال، ففازوا بجزيل الثناء وجميل الخلال، وسعدوا بما نالوا من شريف المآل، وعلى تابعيهم، وأتباعهم بإحسان ما تعاقب الجديدان، وأشرق النّيّران [٤] آمين.

وبعد: فهذه نبذة جمعتها، تذكرة لي ولمن تذكّر، وعبرة لمن تأمّل فيها وتبصّر، من أخبار من تقدّم من الأماثل وغبر، وصار لمن بعده مثلا سائرا وحديثا يذكر.

جمعتها من أعيان الكتب، وكتب الأعيان، ممّن كان له القدم الرّاسخ في هذا الشّأن [٥] ، إذ جمع كتبهم في ذلك إمّا عسر أو محال، لا سيّما من كان


المعاصي، وترك طاعة الله عز وجل، وفي المطبوع: ويدسسها، وهو صواب أيضا وبنفس المعنى.
[١] الطارف: المال المستحدث، والتليد: ما ولد عندك من مالك أو نتج.
[٢] لفظة «به» سقطت من الأصل، وأثبتناها من المطبوع.
[٣] لفظة «بها» سقطت من الأصل، وأثبتناها من المطبوع.
[٤] النيران: الشمس والقمر.
[٥] أي علم التأريخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>