للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شرح كيفيّة الحال في ذلك على سبيل الاختصار

لما اضطرب حبل بني أميّة وبويع مروان ثارت الفتن بين النّاس، واختلفت كلمتهم، فكلّ يرى رأيا ويذهب مذهبا. وكان بالكوفة رجل من ولد جعفر الطيّار- عليه السّلام- اسمه عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وكان فاضلا شاعرا فحدثته نفسه بالأمر. ورأى أهل الكوفة اختلاف الأمور بدمشق واضطراب حبل بني أميّة، فحضروا إلى هذا عبد الله وبايعوه، واجتمعوا حوله خلائق: فبرز إليهم أمير الكوفة يومئذ فقاتلهم بمن معه، وتصابر [١] الفريقان مدّة ففي آخر الأمر طلب أهل الكوفة لأنفسهم ولعبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر الأمان من أمير الكوفة، ليتوجّهوا أين شاءوا من بلاد الله. وكان أمير الكوفة ومن معه قد ملّوا القتال فأعطاهم الأمان، فتوجّه عبد الله إلى المدائن [٢] وعبر دجلة، وغلب على حلوان [٣] وما قاربها- ثم توجّه إلى بلاد العجم فغلب على تلك الجبال وهمذان وأصفهان والرّيّ والتحق به قوم من بني هاشم وبقي على ذلك مدّة.

وكان أبو مسلم الخراسانيّ قد قويت شوكته، فسار إلى هذا عبد الله فقتله.

ثمّ أظهر الدولة العبّاسيّة، ثمّ ظهرت الدولة العبّاسيّة واشتهرت دعوتها.


[١] تصابر الفريقان: صمد كلّ منهما للآخر.
[٢] المدائن: كانت عاصمة الفرس، فتحها العرب بعد معركة القادسيّة، وتخلّفت عنها آثار منها إيوان كسرى. وموقعها جنوبيّ بغداد.
[٣] حلوان: يبدو أنها بليدة في العراق غير تلك التي في مصر وتقع جنوبي القاهرة، والدليل اجتيازها إلى مدن فارس المذكورة من همذان وأصفهان والرّيّ.

<<  <   >  >>