للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إنّ الوزير وزير آل محمد ... أودى [١] ، فمن يشناك [٢] كان وزيرا

إنّ السلامة قد تبين وربما ... كان السرور بما كرهت جديرا

(كامل) واختلفوا فيمن وزر للسفّاح بعده. فقيل: أبو الجهم. وقيل: عبد الرحمن. فأما أبو الجهم فوزر للسفاح مدّة، فلما أفضت الخلافة إلى المنصور كان في نفسه منه أمور فسمّه في سويق [٣] اللّوز فلما أحسّ بالسمّ قام ليذهب، فقال له المنصور: إلى أين؟ قال: إلى حيث بعثتني يا أمير المؤمنين.

وأمّا الصّولي [٤] فقال: إنّ السفّاح استوزر بعد أبي سلمة خالد بن برمك.

[ذكر وزارة خالد بن برمك وشيء من سيرته]

هذا خالد هو جدّ البرامكة. وفي تلك الأيام نبغت الدولة البرمكيّة وامتدت إلى أن انقضت في أيام الرّشيد.

وكان خالد بن برمك من رجال الدولة العبّاسيّة فاضلا جليلا كريما، حازما يقظا استوزره السفّاح وخفّ على قلبه، وكان يسمّى وزيرا. وقيل: إنّ كلّ من استوزره بعد أبي سلمة كان يتجنب أن يسمّى: وزيرا، تطيّرا ممّا جرى على أبي سلمة ولقول من قال:

إنّ الوزير وزير آل محمّد ... أودى فمن يشناك كان وزيرا

(كامل) قالوا: فكان خالد بن برمك يعمل عمل الوزراء ولا يسمّى وزيرا.


[١] أودى: هلك.
[٢] يشناك: يبغضك.
[٣] السّويق: الدّقيق المسحوق سحقا.
[٤] الصّولي: شاعر وأديب ومؤرّخ له كتاب «الأوراق» في أخبار آل عباس وأشعارهم. نادم عددا من خلفاء بني العباس كانت وفاته عام/ ٣٣٤/ هـ.

<<  <   >  >>