للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حبيبي غير منسوب ... إلى شيء من الحيف [١]

سقاني مثلما يشر ... ب فعل الضّيف بالضّيف

فلمّا دارت الكاس ... دعا بالنّطع [٢] والسّيف

كذا من يشرب الراح ... مع التنين في الصّيف

(هزج) وكثر شغف الناس به وميلهم إليه. وكان يقول لأصحابه: أنتم موسى وعيسى ومحمد وآدم، انتقلت أرواحهم إليكم. فلما نما هذا الفساد منه تقدّم المقتدر إلى وزيره حامد بن العبّاس بإحضاره ومناظرته، فأحضره الوزير وجمع له القضاة والأئمة، ونوظر فاعترف بأشياء أوجبت قتله، فضرب ألف سوط على أن يموت فما مات، فقطعت يداه ورجلاه وحزّ رأسه وأحرقت جثّته، وقال لأصحابه عند قتله لا يهولنكم هذا فإنّي أعود إليكم بعد شهر، قالوا: وأنشد قبل قتله:

طلبت المستقرّ بكلّ أرض ... فلم أر لي بأرض مستقرّا

أطعت مطامعي فاستعبدتني ... ولو أني قنعت لكنت حرّا

(وافر) وذلك في سنة تسع وثلاثمائة، وقبره ببغداد بالجانب الغربيّ قريب من مشهد معروف الكرخيّ [٣] (رضي الله عنه) .

وفي تلك الأيّام اقتلع القرامطة الحجر الأسود، ومكث في أيديهم أكثر من عشرين سنة، حتى ردّ على يد الشّريف يحيى بن الحسين بن أحمد بن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (عليهم السلام) .


[١] الحيف: الظلم والجور.
[٢] النّطع: بساط من جلد تلفّ به جثة المقتول بالسّيف.
[٣] معروف الكرخيّ: هو معروف بن فيروز الكرخي ولد ونشأ في الكرخ من بغداد، اشتهر بالصلاح وقصده الناس للتّبرّك به وفي جملتهم أحمد بن حنبل. توفي سنة/ ٢٠٠/ هـ.

<<  <   >  >>