للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شرح ابتداء هذه الدّولة

أوّل خلفائهم المهديّ باللَّه، وهو أبو محمّد عبيد الله بن أحمد بن إسماعيل الثالث ابن أحمد بن إسماعيل الثاني، بن محمّد بن إسماعيل الأعرج بن جعفر الصّادق (عليهم السلام) ، وقد روي نسبهم على صورة أخرى، وفيه اختلاف كثير، والصحيح أنهم علويّون إسماعيليّون صحيحو الاتصال، وهذه الصورة التي أوردتها ها هنا هي المعوّل عليها وبها خطوط مشايخ النسّابين.

وكان المهديّ من رجال بني هاشم في عصره، قيل: إنه ولد ببغداد سنة ستين ومائتين، وقيل: ولد بسلميّة [١] ، ثمّ وصل إلى مصر في زيّ التجّار، وأظهر أمره بالمغرب ودعا النّاس إلى نفسه، فمالوا إليه وتبعه خلق كثيرون، وسلّموا عليه بالخلافة وقويت شوكته وعظم حاله، ثم انفصل إلى أرض القيروان [٢] وبنى مدينة سمّاها المهديّة واستقر بها، وملك إفريقية وبلاد المغرب وتلك النواحي جميعها، ثمّ ملك الإسكندرية وجبى خراجها وخراج بعض الصّعيد، وتوفّي سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة، ثم تسلّم الخلافة منه واحد بعد واحد، حتّى انتهت النّوبة إلى العاضد آخر خلفائهم، وهو أبو محمّد عبد الله بن الأمير يوسف بن الحافظ لدين الله.

[شرح انتهائها]

بويع العاضد في سنة خمس وخمسين وخمسمائة وهو طفل، فقام بأمر دولته الأمراء والوزراء، حتّى توجّه أسد الدين شيركوه عمّ صلاح الدين يوسف بن أيوب إلى مصر لما ظهر من اختلال أحوال الدولة لصغر الخليفة، واختلاف آراء وزرائه وأمرائه وسار صلاح الدين مع عمّه أسد الدين شيركوه كارها، فلم تطل مدّة أسد الدين شيركوه فمات [٣] ، فاستولى صلاح الدين على المملكة، واستوزره


[١] السّلميّة: بلدة قرب حماة في سوريّة. إليها ينتسب عبيد الله مؤسس السلالة الفاطمية.
[٢] القيروان: مدينة في تونس أنشأها الفاتح الإسلامي عقبة بن نافع سنة/ ٥٠/ هـ.
[٣] كانت وفاة شيركوه عام/ ٥٦٤/ هـ.

<<  <   >  >>