للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما نزل النبي (ص) قديدا، وهو ذاهب، لقيه عباس بن مرداس في ألف من بني سليم [١] وخرج الرسول (ص) سنة ٣ هـ في مائتي رجل يريد بني سليم، فبلغ ماء يقال له:

الكدر، وتعرف غزوة بني سليم بالكدر بغزوة ذي قرقرة، وهي ارض ملساء، فأقام بها عليه السلام ثلاثا، وقيل: عشرا، فلم يلق احدى من سليم وغطفان [٢] وغزوة بحران، وتسمى غزوة بني سليم، وبحران موضع [٣] وسرية ابن ابي العوجاء السلمى الى بني سليم في ذي الحجة سنة سبع هـ[٤]

وصحبت بنو سليم خالد بن الوليد في سريته الى بني عامر [٥] وكانت بنو سليم تفخر بأشياء، منها: ان لرسول الله (ص) فيهم هذه الولادات، ومنها: انهم كانوا معه يوم فتح مكة، وانه قدم لواءهم على الألوية، وكان احمر، ومنها: ان عمر كتب الى الكوفة والبصرة والشام ومصر، أن ابعثوا لي من كل بلد بأفضله رجلا، فبعث أهل البصرة بمجاشع بن مسعود السلمي، واهل الكوفة بعتبة بن فرقد السلمي، واهل الشام بأبي الأعور السلمي، واهل مصر بمعن بن يزيد بن الأخنس السلمي [٦] واشتركت بنو سليم في الحروب التي استعرت نيرانها بين الزبيرية والمراونية وقد قتل فيها خلق كثير منهم [٧] .

ولما انثالت الدولة العباسية، واستبد الموالي من العجم عليهم، واعتز بنو سليم هؤلاء بالفقر من ارض نجد، واجلبوا على الحاج بالحرمين، ونالتهم منهم معرّات، وتطاولت على الناس حول المدينة بالشر، وكانوا إذا وردوا سوقا من أسواق الحجاز، أخذوا سعرها كيف شاءوا، ثم تراقي بهم الأمر الى ان أوقعوا بالجار بناس من بني كنانة وباهلة، فأجلوهم، وقتلوا بعضهم، وذلك في جمادى الآخرة سنة ٢٣٠ هـ، فوجه الواثق بغا الكبير إليهم، فقتل منهم وأسر عددا منهم.

ولما كانت فتنة القرامطة، صاروا حلفاء لابي الطاهر وبنيه أمراء البحرين، القرامطة مع بني عقيل بن كعب، ثم لما انقرض أمرهم غلب بنو سليم على البحرين بدعوة الشيعة، لما ان


[١] الأغاني طبعة الساسي ج ١٣ ص ٦٣
[٢] شرح المواهب ج ١ ص ٥٢٦، ٥٢٧
[٣] شرح المواهب ج ٢ ص ١٨
[٤] شرح المواهب ج ٢ ص ٣٠٣
[٥] الأغاني طبعة دار الكتب ج ٧ (٣٥ ق ع)
[٦] الفائق للزمخشري ج ٢ ص ٥٧. تاج العروس للزبيدي ج ٧ ص ١٥٩.
[٧] جمهرة الأمثال للعسكري طبعة الهند ص ١٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>